أبناء الشخصيات البارزة ثقافياً أو سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً، هل يحملون رسالة مماثلة لرسالة آبائهم أو أمهاتهم وللبيوت التي نشأوا فيها؟ أين يشتبهون وأين يستقلون؟ وكيف يرون المستقبل؟ الواقع؟ هذا ما نحاول تلمسه مع محمود عزت العلايلي 24 عاماً أخصائي طب الأسنان ويملك عيادة في حي المهندسين في القاهرة. هل درست هذا الاختصاص بناء لرغبة الأسرة؟ - أنا أهوى "شغل" اليد، وأعتقد أن طب الأسنان نوع من الفنون، ويحتاج لمقومات كثيرة. ولكن لماذا لم تدخل المجال الفني، خصوصاً أن لك رصيداً جماهيرياً إعتماداً على شهرة والدك؟ - أرى أن أي أب من الممكن أن يورث إبنه تقنيات مهنته، ولكن، لا يستطيع أن يورثه حب الناس والقبول. كما أنني أعتقد أن نجومية والدي جعلتني أشعر بپ"الشبع" لأنني أعيش هذه النجومية وأحس بها، وهذا لا يجعلني أتطلع لها. من هذا المنطلق فضلت عدم دخول المجال الفني؟ - لا … أنا لم أفكر في دخول المجال الفني بالمرة. ماذا يعني لك عزت العلايلي؟ - صديقي دائماً، وهو الذي علمني أن أتعامل معه كصديق، وهو قام بتربيتنا تربية شرقية، وهو يدرك مسؤولياته وواجباته، ونحن أهم شيء في حياة والدي. كونك طبيباً، هل تسبب نجومية والدك له أية مضايقات، خصوصاً من الذين تعالجهم؟ - لا، إنها تسعدني جدا. وكثير من الذين أعالجهم يسألونني عنه وأنا أسعد لهذا كثيراً. هل تختلف معه!؟ - نتفق في معظم الأمور الحياتية وتستطيع أن تعتبر تربيتنا واحدة . وفي النهاية هو إنسان له قراءاته وأنا لي قراءاتي، لكننا نشجع معاً النادي الأهلي ونحب الموسيقى، ووالدي يقرأ في الاستراتيجيات ومذكرات السياسيين والتاريخ. أما أنا فأهتم بالفلسفة وعلم النفس والتاريخ الفرعوني. بحكم معرفتنا بوالدك نعلم أنه يستمع لآرائك؟ - نعم هو يستمع لي، ولكن، لا أستطيع القول ان كل ما أقوله من آراء يسلم بها وإنما يأنس. هل لك نشاطات فنية؟ - أحب الموسيقى. هل حاولت دراسة آلة معينة؟ - حاولت دراسة آلة "العود" ولكن فشلت فشلاً ذريعاً يضحك. مَن أصدقاؤك؟ - كثيرون. لي أصدقاء في مجالي نفسه، عكس ما يشاع عن أبناء كل مهنة، ولكن، أعز صديق لي هو استاذي الدكتور عادل التنير فهو أكثر من صديق لأنه علمني وأعتبره أخي الأكبر. ما هي الأفلام التي تعجبك من أعمال والدك؟ - "السقا مات" وپ"المواطن مصري" وپ"أهل القمة" وپ"التوت والنبوت" وغيرها. هل كونك أبن عزت العلايلي يجعل المرضى الذين تعالجهم من طبقات ارستقراطية؟ - صدقني، كوني ابن فنان مشهور ممكن أن يجعل اسمي أشهر من أسماء زملائي، ولكن لا يعني نوعية المرضى ولا عددهم، لأن المريض من المستحيل أن يسلم نفسه لطبيب لا يثق فيه هل من بين الذين تعالجهم فنانون؟ - نعم. من هم؟ - أنا آسف. حتى والدي لا يمكن أن يعرفهم . وهل تعالج والدك؟ - طبعاً. كونك ابن نجم سينمائي. في رأيك أين الوجع في السينما المصرية؟ - السينما المصرية في وقت من الأوقات "شافت" الدنيا سوداء كلها مع ان الواقع ليس كذلك. الواقع شيء آخر والواقعية ليس معناها التقزز. وللأسف كان لهذا تأثير في ابتعاد الجمهور عن السينما، لأن الجمهور كان يشاهد واقعه القاسي الذي يعيش فيه. الجمهور يريد شيئاً جميلاً وليس شيئاً مقززاً. ما هي أوجاع الشباب العربي؟ - نحتاج كشباب عربي مساحة من الحرية بمعناها الصحيح أن أعلم ماذا أفعل لا أن أفعل ما أريد، فضلاً عن أن المجتمع لا بد أن يكون بشخصية واحدة وليس متعدد الوجوه، يُظهر شيئاً ويخفي أشياء. ماذا عن دور الوالدة في حياتك؟ - الوالدة أم عظيمة استطاعت أن توازن بين مهنة الوالد المشغول دائماً وبين أبنائهما، والحمد لله استطاعت أن تكون نعم النائب له. ما هي المُثل التي تعلمتها من والدك؟ - ألا تكذب. وضع تحتها مليون خط. لو قدر وكنت ممثلاً، ما الدور الذي قدمه والدك وتريد إعادته؟ - أن ألعب دوره في فيلم "الاختيار" و في فيلم "أهلاً يا بكوات".