قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري الدكتور محمد عبداللاه إن تطبيع العلاقات مع ايران ما زال ينتظره الكثير من الخطوات، لكنه لم يتجاهل تطورات إيجابية حصلت في الفترة الاخيرة، وشدد في حوار مع "الحياة" على ان بلاده ترغب في التعامل مع المؤسسة الحاكمة في طهران، ولن تتدخل في الصراعات الداخلية. حدد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان المصري الدكتور محمد عبداللاه إطارات قال إنها مطلوبة لعودة العلاقات مع ايران الى طبيعتها، مشدداً على ان "مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية" يمثل قاعدة اساسية لا يمكن التغاضي عنها. وعاد عبداللاه الى القاهرة بعدما شارك في الاجتماع التأسيسي لمنظمة اتحاد برلمانات الدول الاعضاء في المؤتمر الاسلامي الذي عقد في طهران أخيراً، وشهد على هامش اعماله ازمة افتتاح جدارية خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري السابق أنور السادات في احد شوارع العاصمة الايرانية. ورداً على سؤال عن مستقبل العلاقات مع ايران في ضوء تلك الازمة، قال عبداللاه: "طرحت في ختام المؤتمر تساؤلات تحدد طبيعة العلاقات المطلوبة بين الدول الاسلامية، ومن ابرزها المجادلة بالحسنى، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول الاسلامية، ووقف دعم العناصر الارهابية التي تروع المواطنين، وحل النزاعات الحدودية بالحوار، ووقف اسلوب التهديد بالقوة والاستعلاء". واعتبر عبداللاه ان ازمة الجدارية واطلاق اسم الاسلامبولي على اسم شارع في طهران، تعبير عن "صراعات داخلية"، أكد ان "مصر غير مسؤولة عنها، ونحن حريصون على تطوير العلاقات، شرط ان يكون ذلك هو موقف المؤسسة الحاكمة كلها في ايران، لأننا لن ندخل في صراعات داخلية". واستغرب المسؤول البرلماني هذه الخطوة التي اعتبرها "مفاجئة"، وقال: "منذ لحظة وصولنا كنا موضع ترحيب واضح ومميز من القيادة الايرانية، وفوجئنا بما حصل والذي يتعارض مع حرارة اللقاء، وما سمعناه من الجميع ورغبتهم الجادة لتطوير العلاقات مع مصر". مشاكل داخلية وقال عبداللاه: "ابلغت رئيس مجلس الشورى الايراني، في لقاء معه عقب الاحداث، احتجاجنا على ما جرى، واعتبرت الدولة مسؤولة، وطالبتهم بوضع حد لهذا العبث الذي يفتح الباب للتساؤل مع من نتعامل في ايران". ولفت إلى أن "مصر ليست طرفاً في مشاكل ايران الداخلية" ... "ان اسم الاسلامبولي على شارع في طهران يمثل تدخلاً في الأمور الداخلية لمصر، وجرحاً لمشاعر المصريين، والاسلامبولي يمثل تياراً سياسياً قتل الكثيرين، وهدم وأعاق التنمية، والدعاية له امر مرفوض وغير مقبول نهائياً". واضاف: "ان العلاقات مع طهران تحكمها معايير محددة، إذ ان ايران دولة كبيرة وموثرة في الشرق الاوسط، ومصر قلب الامة العربية ودولة كبرى اقليمياً والحوار بينهما مطلوب، والتقارب يلقى ترحيباً ولكن على أساس رفض التدخل في الشؤون الداخلية". وعن تأثير هذه الحادثة على العلاقات بين البلدين، قال: "إن الحادثة لا تلغي خطوات ايجابية حصلت في العامين الأخيرين، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي"، وشدد على ان "سياسة الرئيس حسني مبارك تعتمد الحوار مع الجميع والانفتاح عليهم وايران ليست استثناءً من القاعدة". وفي شأن الدور الايراني في الخليج وتأثيره على العلاقات مع مصر، قال عبداللاه إنه "إذا كان امن الخليج من الأمن الإيراني، فإن مصر ترى ان المعادلة الامنية في هذه المنطقة جزء من الامن العربي، وهو ما يمثل امتداداً للامن القومي المصري أيضاً"، وزاد: "ابلغت الايرانيين ايضا ان ملف السلام من اطلاقات السيادة المصرية، وطهران لها الحق في طرح وجهة نظرها، لكن لا يجوز لها إملاء موقف محدد على السياسة المصرية او غيرها".