تشهد تونس هذه الأيام حمى انتقالات اللاعبين المحليين وانتداب الأجانب استعداداً للموسم المقبل 1999-2000. وتبدو أسهم لاعب النادي الصفاقسي القادم من ليبيا طارق التايب الأكثر ارتفاعاً في هذه البورصة من دون منازع، لانه كان بكل المقاييس أفضل لاعب أجنبي في الموسم الحالي 1998-1999 وضمن قائمة أفضل 10 لاعبين في عقد التسعينات في تونس. وينتهي عقد التايب مع الصفاقسي في نهاية سنة 2000، لكن طارق أصر بشكل غير عادي على مغادرة صفاقس وناديها الأول، بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك... فمعادلة طارق التايب واسكندر السويح غير قابلة للاستمرار اطلاقاً! ومرة أخرى ينتصر اسكندر في صراعه مع النجوم، ليبقى نجم صفاقس الاوحد، ويخرج الآخرون من الأبواب الصغيرة حتى وان كانوا من أفضل اللاعبين! وتعد تونس الأولى افريقياً في عدد اللاعبين الأجانب، وقد انطلقت هذه التجربة في بداية التسعينات، وكان يسمح بانتداب حراس المرمى، واليوم يمكن لكل ناد استقدام ثلاثة لاعبين، على أن يتواجد فوق الملعب لاعبان فقط، ولا يقتصر انتداب الأجانب على الكبار بل يشتمل اللاعبين الشبان، فمركز تكوين الشبان في نادي الترجي يضم مثلاً 9 شبان اجانب. وتسعى الأندية في تونس بدرجاتها الممتازة والثانية والسفلى الى الأجانب. واذ ضمت الأندية الأربعة الكبرى، الترجي والافريقي والنجم الساحلي والصفاقسي، لاعبين من طراز أول فإن الاندية الأخرى تنتدب لاعبين أفارقة ومغاربة وخصوصاً الجزائريين في فترة الأزمة. وشهد الدوري الحالي تسجيل 511 هدفاً، كان فيها نصيب الأجانب خُمس هذه الحصيلة تقريباً اي 95 هدفاً، وتصدر لاعب النجم الساحلي دوس سانتوس سليفا ترتيب هدافي الدوري ب14 هدفاً. ورغم ذلك فإن سليفا غير راض عن مردوده ويطمح الى تسجيل ضعف هذه الحصيلة، كما يحلم بالحصول على الجنسية التونسية والتزوج من احدى فتيات جوهرة الساحل "سوسة" على غرار النيجيري أموكاتشي ذو الهوى التونسي، ولاعب باستيا الفرنسي جوزيه كلايتون، البرازيلي الاصل التونسي الجنسية. وينشط في الدوري التونسي لاعبون من البرازيل يتفانون في العطاء والأداء امثال جنيفو من نادي الاتحاد المنستيري وآخرين لم يبرزوا بشكل لافت، لكن دوس سانتوس ابن ال20 ربيعاً امامه أيام وردية. وساهم الاجانب بدور رئيسي في تتويج الترجي الرياضي بطلاً للدوري الحالي، فالنيجيري أوكولوزي عرف الطريق الى الشباك في 10 مناسبات، ويتغنى جمهور الترجي دائما بأغواي المنتدب في بداية الموسم والذي أصبح الاكثر شعبية في تونس عبر الاهازيج والشعارات، لكن أداءه على الميدان شهد فترات مد وجزر... ويبشر انزولولو الذي انضم الى الترجي في آخر الموسم بامكانات عريضة، خصوصاً انه عرف الطريق الى الاندماج في نخبة الترجي ليس فقط بأدائه بل ايضاً بخفة دمه وطرافته وشعره الأصفر. وطيلة عشرية التسعينات انتدب الصفاقسي 15 لاعباً من 11 دولة موزعة على قارات افريقيا وآسيا واوروبا واميركا... وكان نجاح هؤلاء متفاوتاً... وقد تمكن النادي من ان يغنم مبالغ مالية مهمة بعدما منحهم استغناءات، أمثال لاعب الموسم السابق عبدالله انداي المحترف في الاهلي السعودي، وجون بنزا آخر المغادرين لصفاقس والذي انضم اخيراً الى نادي فولسبورغ الألماني لقاء نحو 800 ألف دولار... ويتمتع بنزا أو "النمر السريع" بسرعة فائقة واتقانه التوغل وحسن التمركز في مواقع التهديف... وقد ولد في حزيران يونيو 1974 في العاصمة الانغولية كينشاسا... عرف الاحتراف في الدوري التركي حيث توج أحسن لاعب في موسم 97-98، لكن تجربته مع الصفاقسيالتونسي اصطدمت بانقطاعه اسابيع عدة عن اللعب لحصوله على انذارات نظراً لتشنجه السريع واندفاعه الكبير في دوري 9919 في تونس. ولئن استفاد الترجي الرياضي من لاعبيه الأجانب في التتويج والنادي الصفاقسي من خلال عائداتهم المالية، فإن الحظ جانب النادي الافريقي... فلا الهنغاري ميهالي توث، ولا الكرواتي سوسو قدما الاضافة المرجوة لهجوم الافريقي، ووحده المدافع الجزائري الرزقي عمروش مثّل الاستثناء، ليكّون ثلاثياً من ذهب مع صانع الألعاب طارق التايب والمهاجم الهداف دوس سانتوس.