حذّر المحامي فرانسيس فيلمان الذي يشارك في الدفاع عن الارهابي الدولي ايليتش راميريز سانشيز الملقّب ب"كارلوس"، أمس من ان موكّله قد يكشف أسراراً تطاول دولا صديقة لفرنسا. واعتبر "ان ما هو مطبّق على موكله ليس العدالة وإنما عدالة مسخّرة لأهداف سياسية". وكان "كارلوس" مثل مجدداً أمس أمام غرفة الاتهام التابعة لمحكمة باريس التي تتولّى النظر في طلب النمسا تسلّمه لمحاكمته في قضية اقتحام مقر منظمة الدول المصدّرة للنفط "اوبك" في فيينا سنة 1975 واحتجاز 11 شخصاً، بينهم عدد من وزراء النفط. وتساءل فيلمان في مرافعته: "لماذا وصلنا اليوم الى طلب الاسترداد النمسوي؟ ولماذا ينظر القضاء الفرنسي اليوم في تسليمه بعد الجهد الكبير الذي بذلته فرنسا لخطفه؟". ومعروف أن السودان سلّم "كارلوس" الى عملاء في الاستخبارات الفرنسية ونقل من الخرطوم الى باريس وهو مخدّر في آب اغسطس 1994. وقال فيلمان ان عملية خطف كارلوس كانت أشبه ب"المسرحية" وأن المحاكمة التي تبعتها كانت "محاكمة سريالية" وكذلك الحكم الذي صدر بحقه. وحمل على القاضي جان لوي بروغيير الذي تولى التحقيق في قضية "كارلوس" وقال انه "يدور منذ سنوات في حلقة مفرغة" وأن ملفاته فارغة من الادلة القاطعة بدليل ان القضاء الفرنسي كان برّأ "كارلوس" من التهمة التي وجّهها إليه بروغيير بتفجير مقهى "دراغستور -سان جيرمان". وأضاف أن بروغيير والدولة الفرنسية يعرفان أنه لا بدّ من إيجاد مخرج للتخلّص من "كارلوس" الذي أصبح "مربكاً" خصوصاً منذ تولّي هوغو شافيز للرئاسة في فنزويلا بلد كارلوس وتعبيره عن تضامنه معه. وأشار فيلمان الى أن هناك عملية "شدّ حبال ديبلوماسية" تدور حالياً بين فنزويلاوفرنسا، وأن بروغيير وفرنسا يعرفان ان كشف الملفات قد يؤدي الى صعوبات "تثير قلق" الجانب الفرنسي. واستغرب "سلسلة المصادفات" التي جعلت السلطات الفرنسية تعتقل المواطن الالماني هانز يواكيم كلاين، معاون "كارلوس" السابق، المقيم على أراضيها منذ سنوات وتسليمه الى القضاء الالماني، وإصدار القضاء النمسوي مذكرة لاسترداد "كارلوس"، بعد مضي 25 سنة على حادثة "اوبك" و5 سنوات على اعتقاله في فرنسا. واعتبر فيلمان انه "سيصل وقت لن تعود فرنسا فيه قادرة على ابقاء كارلوس في سجنه" وانها لذلك حضّت القضاء النمسوي على المطالبة باسترداده، وأنه من هذا المنطلق يدعو هيئة غرفة الإتهام الى عدم المشاركة في قضية "لا علاقة لها بالقضاء". وقال: "نحن لا نطالب سوى بتطبيق العدالة ولكن ليس العدالة السياسية، خصوصاً أن كارلوس لا يزال على رغم الاهانات والإنتهاكات التي يتعرّض لها يتكتّم على العديد من الاسرار التي تطاول دولاً عدّة صديقة لفرنسا". وأكد ان قوله هذا "ليس تهديداً وابتزازاً بل دفاع شرعي". وكان "كارلوس" أكد أمام هيئة غرفة الاتهام انه يرغب في الاستفادة من القانون الفرنسي الذي يخوّله رفض تسليمه الى السلطات النمسوية. وهو ينفّذ عقوبة بالسجن المؤبّد في فرنسا لإدانته بحادثة قتل شرطيين فرنسيين ومخبر لبناني في باريس. الى ذلك، طلبت المدّعية العامة مارتين سيكالدي في مداخلتها امام غرفة الاتهام، ان تقدّم من السلطات القضائية النمسوية مزيداً من الإيضاحات حول ملابسات حادثة مقر "اوبك"، وتوضيح هل هي من الحوادث التي تجاوزها الزمن. وتصدر غرفة الاتهام قرارها بطلب الاسترداد في 9 ايلول سبتمبر المقبل.