جديد الكاتب والمفكّر اللبناني المقيم في لندن خليل رامز سركيس حواريّة فلسفية أدبية في عنوان "زواج مدني: بعل وبك" دار الجديد. ويوضح المؤلف البعد الرمزي الذي توخّاه عنواناً في مطلع الكتاب قائلاً "هيكلٌ في مخيِّلةِ بعلبك. شخصيَّتا الهيكل: بَعْلَ الإله، بَكَّ المدينة زوجة بعل". وكعادته ينسج سركيس حواريته نسجاً لغوياً متيناً وأنيقاً مغرقاً في التأمل الفلسفي ومضفياً على الصوتين عمقاً شخصانياً ووجوديّاً. وسركيس في هذا النوع من الحواريّات رائد ومؤسس عربياً وترفده فيه ثقافته الفلسفية ولا سيّما الأغريقية. وهو وجد في الحواريات رحاباً لقول ما صعب قوله ورهف وشفّ. ويستهل سركيس الحوارية بقول لابن المقفع: "خير النساء الموافقة لبعلها". ومن جوّ الكتاب: بعل: عشرون قرناً - فضلاً عمّا قبْلها - نبتتْ شؤونُها في رأسي. لكن لم يزعم أحد أنّكِ عِلّة هذه القرون. امرأةُ قيصر أنت، قيصر الهيكل من كل عهد. كأن صاحب الرؤيا إياكِ تخيل إذ تأمل فقال: "... وتلك المرأة هي المدينة الكبرى التي تَسُود ملوك الأرض". بك: ها القرن الحادي والعشرون يوشك أن ينبت. فاحفظ رأسك... وان لم تكن مسؤولاً عمّا وراء القرون التي تنبت فيه تباعاً وكأنّها أجيال قضايا غَرْسَ خيرٍ وغَرْسَ شرٍّ ويَيْن يَيْن. بعل: اليومَ عيدُ ميلادك. فدعي عنا بلوى الرأس بالقرون. ولنفرحْ بالعيد مولدَ سعد وسلام. لست أذكر في أيّة سنة وُلدت. كلُّ ما أَذكر، هنا، هو مَعْنَى هذا العيد. قلبُه. عقلُه. فحْوى ضميره. بابُه الضيِّق الى مدى انفتاح. لسوف أحتفي بعيدكِ، شمعةً فشمعةً، ما حييتُ. أنتِ عيدي: حبُّ حياتي. زوجتي المثالية الفضلى. لولا أنك شريكةُ العمر - والمصير -، لكنتِ لي خير صديقة. إذا قلت نعم أو قلتِ لا، فإنّ كلَّ شيء مِنّي يقول لك نعم أو يقول لا. وإذا قلتُ نعم أو قلتُ لا، فإن كل شيء منكِ يقول لي نعم أو يقول لا. وإذا قلت نعم أو قلت لا، فإن كل شيء منك يقول لي نعم أو يقول لا. أنتِ وأنا أو أنا وأنتِ محاورة سؤال في محاوَلاتِ جواب. هكذا الحُبّ، وإلاّ فلا. لكن ربما وقَعنا، بعض أحيان الحُبّ، على حالات لا أَثر له فيها لولا الذي يكابد من بعض أحيان الحقد. بك: الحقد يرهق. الحقد يميت. بعل: ما لنا وله؟ عهدُنا، في عيدك، سِرُّه الحُبّ. أتمنّى لكِ، في يوم العيد، أن تربحي ما يجب أن تربحي، وأنْ تخسري ما يجب أن تخسري. بك: الربح والخسران معاً؟ بعل: كفّتا الميزان، أعدلِ المعطيات. أنا الرابح إذا أنتِ ربحتِ" وإذا أنتِ خسرتِ فالخاسرُ أنا. بك: ما هذا ربحٌ ولا خسران" بل موسيقى، موسيقى هيام. بعل: ليتني أَقدر أن أُشيع في كلماتي ما في الموسيقى مِن كلمات. } لندن - غالية قباني