مدريد - أ ب - عندما اكتظ 30 الف مواطن من قرية سوريا التي تبعد 225 كلم عن العاصمة الاسبانية مدريد محتفلين بصعود فريق المدينة نومانسيا الى الدوري الاسباني لكرة القدم للدرجة الاولى، للمرة الاولى منذ ان تأسس قبل 54 عاماً، ادهش هذا الحدث الكثيرين، وتساءلوا عن قدرة الفريق في مواجهة اغنى الفرق العالمية كريال مدريدوبرشلونة الذي يتسع ملعبه "نو كامب" لثلاثة اضعاف سكان القرية. وعندما فاز الفريق على ركرياتيفو دي هولفا 3-صفر الاحد الماضي في ملعبه "لوس باخاريتوس" أو "الطيور الصغيرة"، وحل في المركز الثاني المؤهل تلقائياً للدرجة الاولى، كان من ضيوف المباراة الاميرة الاسبانية ايلينا وزوجها الدوق خايمي دي ماريشالار الذي جاء الى مسقط رأسه بصحبة طفله فيليب الذي اشترى له بطاقات موسمية لحضور مباريات الفريق كلها. وجاء نجاح نومانسيا المفاجئ بعد معاناة طويلة لمدة ثماني سنوات ضمن الفئة الثانية من الدرجة الثانية قبل التأهل الى الفئة الاولى من الدرجة ذاتها قبل موسمين. وجاهد الفريق في الموسم الماضي غير ان مشجعيه شعروا بتفاؤل في بداية الموسم المنصرم عندما فاز فريقهم، الذي يرتدي اللون الازرق والاحمر وجميع لاعبيه محليون، في المباريات السبع الاولى، وكان ضمن الستة الاوائل على لائحة الدوري طوال الموسم، وختم الموسم باربع انتصارات متتالية اهلته لاحتلال المركز الثاني. ونجح مدرب الفريق ميغيل انخل لوتينا في بناء فريق يعتمد على قوة الاداء، وبلغت موازنته 3 ملايين دولار للموسم المنصرم في مقابل 90 مليوناً لبطل الدوري برشلونة. ويتقاضي افضل لاعبي الفريق 94 الف دولار سنوياً وهو جزء بسيط جداً بالمقارنة مع ما يتقاضاه نجم برشلونة البرازيلي ريفالدو. وقال رئيس مقاطعة سوريا خوان خوسيه لوكاس مفتخراً: "هذا يؤكد ان المال والثراء في كرة القدم ليس كل شئ، وان روح الجماعية وحب الفوز هما الاهم". غويكوتشيا غير ان النادي اختار مدرباً جديداً امس هو اندوني غويكوتشيا اللاعب الدولي السابق الذي درب كومبوستلا في الموسم المنصرم. وخاض غويكوتشيا 39 مباراة دولية في الثمانينات وشارك في مونديال 1986. اما لوتينا فصار مدرباً لفريق الدرجة الثانية اوساسونا.