أفادت مصادر مطلعة الى "الحياة" ان سورية ستبدأ بسداد الدفعة الاولى من ديونها لايران في بداية الشهر المقبل في حساب يفتح في "المصرف المركزي السوري" باسم الحكومة الايرانية، وذلك حسب نص الاتفاق الذي وقعه وزير المال السوري محمد خالد المهايني ومدير المصرف المركزي الايراني نور بخش الشهر الماضي في دمشق. وأوضحت ان قيمة المبلغ تساوي 502 مليون دولار اميركي بعد حسم طهران الفوائد البالغة 466 مليون دولار. وكان الرئيسان السوري حافظ الاسد والايراني محمد خاتمي قررا حل مشكلة الديون في الشهر الماضي، على اساس اعتماد سعر 28 ليرة سورية للدولار، وهو وسط حاصل جمع السعر الرسمي البالغ 11 ليرة حسب الطلب السوري والسعر التشجيعي البالغ 45 ليرة حسب الطلب الايراني. وأشارت المصادر الى ان المفاوضات التي أجرتها اللجنة الاقتصادية بين وزير الاقتصاد السوري الدكتور محمد العمادي والاسكان الايراني عبد العلي زاده "كانت صعبة وتفصيلية بسبب اصرار الايرانيين على سداد سورية الفوائد البالغة 466 مليون دولار" على اساس انها "غرامات تأخير" بعد قول الجانب السوري ان "الفوائد حرام في الدين الاسلامي". وتعود هذه الديون الى فترة الحرب العراقية - الايرانية التي وقفت فيها سورية الى جانب طهران، وبلغت قيمتها الاجمالية 834 مليون دولار سددت دمشق 32 مليون دولار منها. وذكرت المصادر ان "قرار الرئيسين الاسد وخاتمي هو الذي حسم المشكلة". وتابعت ان الاتفاق تضمن سداد دمشق المبلغ بالليرة السورية بحيث تبلغ قيمته 14.078 بليون ليرة في عشرة اقساط سنوية على ان ينتهي السداد في تموز يوليو العام 2008. واوضحت المصادر نفسها ان الاتفاق نص على ان تصرف هذه المبالغ في الامور الآتية: "شراء مبنى جديد للسفارة ومنزل للسفير وبناء مستشفى ومدرسة وترميم معالم دينية وتسديد مستحقات خدمة شركة الطيران الايرانية مقابل الخدمات الارضية ورسوم الهبوط والاقلاع في مطار دمشق، وسداد ثمن المحروقات والمصاريف الاخرى للطائرات الايرانية، وكلفة اقامة طلاب ايرانيين اضافة الى سداد حصة الجانب الايراني في المشاريع الانمائية التي يتفق عليها الطرفان، وكلفة المشاريع التي تقيمها شركات ايرانية في سورية بالليرات السورية". واشارت المصادر الى ان ذلك يشمل اقامة مصنع اسمنت في حماة بقيمة 198 مليون دولار اميركي.