ذكرت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان المحادثات التي أجراها وفد فني الماني نهاية الشهر الماضي "لم تسفر عن حل مشكلة متأخرات القروض المستحقة على سورية البالغة 909 ملايين دولار أميركي" بسبب خلاف البلدين على "أسس الحل ومبادئه" ورفض دمشق البحث في موضوع الديون العائدة لألمانيا الشرقية سابقاً. وأشارت المصادر الى أن الوفد دعا الجانب السوري الى زيارة برلين لاستئناف البحث في الموضوع بعد "اشارة ايجابية" بعدم تجميد قروض "البنك الأوروبي للاستثمار" الى سورية البالغة اكثر من مئة مليون دولار. وأوضحت المصادر ان وفداً من وزارة المال الألمانية زار دمشق في 27 الشهر الماضي، واجتمع الى وفد سوري برئاسة معاون وزير التخطيط توفيق اسماعيل في حضور معاون وزير الخارجية سليمان حداد ومسؤولين في وزارتي الاقتصاد والمال. والزيارة هي الثالثة لوفد الماني بعد زيارتي 1995 و1997. وتركزت المحادثات على ديون المانياالشرقية. وترى دمشق ان تلك القروض قدمت لأسباب سياسية وأن الألمان الشرقيين لم يلتزموا نصوص العقود الموقعة، وبالتالي هناك أمور تجارية أخرى مثل عدم تسليم عدد كبير من الآلات المتفق عليها والتأخر في التسليم وعدم وجود قطع تبديل وعدم مطابقة الآلات المسلمة لشروط العقود، ما سيعفي سورية من سداد الديون كاملة. وكان الجانب السوري قدم عام 1997 رسائل رسمية مفادها ان عدم التقيد بالشروط التجارية للعقود لجهة التسليم والصلاحية "يدفع سورية الى طلب تعويضات تجارية يتجاوز حجمها 759 مليون دولار". وتبلغ قيمة اجمالي متأخرات القروض نحو 1.8 بليون مارك. ومن نقاط الخلاف الأخرى، ان الجانب السوري يريد الاتفاق على مبدأ دفع قيمة الديون بالبضائع النسيجية السورية كما حصل مع دول أخرى، الأمر الذي لم يوافق عليه الألمان. وقالت المصادر: "ان الذي شجع الجانب الألماني على البحث في الموضوع هو توصل دمشق الى حل مشاكل الديون مع عدد من الدول والمؤسسات". وكانت باريس وافقت على حسم أكثر من خمسين في المئة من ديون حجمها 1.85 بليون فرنك فرنسي، مقابل شراء سورية ست طائرات "ايرباص" بقيمة 250 مليون دولار وعربات قطارات بقيمة 60 مليون دولار كما ان سورية حلت عام 1997 مشكلة ديون "البنك الدولي" البالغة 527 مليون دولار. من جهة ثانية، قالت مصادر ايرانية ل"الحياة" ان الرئيسين السوري حافظ الأسد والايراني محمد خاتمي حلا في الشهر الماضي مشكلة الديون الايرانية على أساس اعتماد سعر صرف وسطي للدولار وقدره 28 ليرة بدلاً من السعر التشجيعي البالغ 46 ليرة والرسمي البالغ 11.25 ليرة بحيث وصلت قيمة المبلغ الى نحو 500 مليون دولار أميركي ستستثمرها ايران في سورية لإقامة مصنع اسمنت بكلفة 189 مليون دولار وصوامع حبوب بقيمة 180 مليون دولار، اضافة الى مشاريع خيرية ودينية في سورية.