كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" في طهران ان سورية وايران توصلتا اخيراً الى "اتفاق اولي" لحل مشكلة الديون الايرانية المستحقة على دمشق، وذلك ب"قرار" من الرئيسين حافظ الأسد ومحمد خاتمي، خلال القمة التي ضمتهما في دمشق الشهر الماضي، مما يساهم في تطوير العلاقات بين الطرفين. في غضون ذلك، قال مسؤول ايراني رفيع المستوى ل"الحياة" ان خاتمي "حرص على زيارة دمشق في اول جولة عربية له، لتأكيد تميز العلاقات بين البلدين واستمراريتها". وأوضحان لقاء الرئيس الايراني والدكتور بشار الأسد كان "ممتازاً، بحثا فيه اموراً عدة، ونحن نرى في انفسنا اشقاءً لسورية". وذكرت المصادر ان "الاتفاق" الذي توصل اليه وزير المال السوري الدكتور محمد خالد المهايني ورئيس المصرف المركزي الايراني نور بخش، تضمن التوصل الى "حل وسط" لمشكلة الديون ولحساب سعر صرف الدولار قياساً الى الليرة السورية، باعتماد سعر 28 ليرة للدولار بدلاً من 25.11 بحسب المطلب السوري، والتشجيعي وهو 46 ليرة او الفعلي وهو 50 ليرة بحسب المطالب الايرانية. وبذلك تكون قيمة الديون نحو 500 مليون دولار، وهي "المبلغ الأساس" لقيمة المنتجات النفطية التي صدّرتها ايران الى سورية خلال الحرب العراقية - الايرانية في الثمانينات. وقالت المصادر ان الطرفين اتفقا على "عدم بحث موضوع الفوائد" المستحقة على هذا المبلغ، علماً ان قسماً من المنتجات النفطية كان يقدم الى سورية "مجاناً". وتابعت ان الجانب الايراني "وافق" على ان يصرف هذه المبالغ المستوفاة على اقامة مصنع للاسمنت بقيمة 189 مليون دولار وصوامع حبوب بقيمة 180 مليون دولار، اضافة الى مشاريع خيرية ودينية في سورية. واشارت المصادر الى ان دمشق "اتبعت في السنوات الأخيرة سياسة حل مشاكل ديونها الخارجية لجذب الاستثمارات الخارجية اليها"، فحلت مشاكل الديون مع فرنسا البالغة 8.1 بليون فرنك في عام 1996 ومع البنك الدولي 527 مليون دولار في عام 1997. وتوقعت ان يؤدي الحل "الوسط" الى تطوير العلاقات الاقتصادية السورية - الايرانية ورفع مستوى التبادل التجاري الذي بلغ العام الماضي نحو 30 مليون دولار بحسب السفير الايراني في دمشق حسين شيخ الاسلام. وقال المسؤول الايراني ان موضوع الديون "حُل بقرار من الرئيسين الأسد وخاتمي" خلال لقائهما في دمشق اخيراً. وزاد :"اصرينا على ان تكون دمشق اول محطة في جولة خاتمي، والمحادثات اسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقات الاقتصادية التي سيكون لها اثر كبير في تطوير العلاقات الثنائىة". وتابع ان القمة "ازالت مخاوف سورية بعد انتخاب خاتمي" في 1997و"نريد الاصرار على هذه العلاقات المميزة". ونوه بلقاء خاتمي قادة الفصائل الفلسطينية المعارضة "اذ ان الاميركيين اصدروا بياناً ضد اللقاء كأننا نريد اخذ اذنهم قبل عقده".