اتهمت باكستانالهند بالتحضير لشن "حرب هستيرية" ضدها. فيما شنّت القوات الهندية هجوماً شاملاً لاستعادة مواقع استراتيجية احتلها مقاتلون اسلاميون في كشمير. وعقدت القيادتان، السياسية والعسكرية، اجتماعاً في اسلام آباد امس حضره قادة الفيالق برئاسة قائد الجيش الجنرال برديز مشرف ورئيس الوزراء نواز شريف، صدر على اثره بيان اتهم الهند بحشد قواتها على طول خط الهدنة الفاصل بين البلدين وبقصف الاراضي الباكستانية. وتحضر باكتسان ايضاً لحملة ديبلوماسية واسعة للتنبيه الى خطر المعارك التي يمكن ان تتحول الى حرب شاملة تهدد المنطقة بأسرها. وأعلن ناطق باسم وزارة الخارجية في اسلام اباد ان ديبلوماسيين سيزورون عدداً من العواصم لشرح الموقف المتدهور. ودعا نواز شريف الهند الى الحوار لحل الازمة القائمة، لكنه حذّر من فهم دعوته خطأ واعتبارها "علامة ضعف"، مشدداً على ان الجيش الباكستاني قادر على احباط اي هجوم ضد بلاده. من جهتها رفضت الهند الدعوة الى الحوار لحل الازمة واعلنت انها لا ترفض الحلول الديبلوماسية، لكنها لن تستقبل اي مبعوث باكستاني قبل انسحاب "المتسللين" الذين تتهمهم بأنهم جنود باكستانيون. هجوم شامل وفي دراس الهند ذكرت مصادر عسكرية امس الثلاثاء ان القوات الهندية شنت هجوماً شاملاً لاستعادة مرتفعات استراتيجية في كشمير من مقاتلين اسلاميين "تسللوا من باكستان"، بعدما حققت تقدماً كبيراً في هذا الشان. وقالت المصادر نفسها ان القوات الهندية شنّت هجومها على "تايغر هيلز" تلال النمر التي يبلغ ارتفاع اعلاها 4590 متراً وجبل باتاليك شمال ولاية كشمير الهندية على طول خط المراقبة. وكان الجيش الهندي اعلن الاحد انه استعاد موقعين مهمين في منطقتي دراس وباتاليك خصوصاً "النقطة 5140" في مرتفعات تولولينغ التي سقطت بعد قتال استمر 21 يوماً. وقال الجنرال امار اول في دراس ان "التحدي الوحيد الذي نواجهه في منطقة دراس هو "تايغر هيلز" وموقع صغير على ارتفاع خمسة آلاف متر". واضاف "نجحنا في صد المتسللين ... وخط المرتفعات اصبح تحت سيطرتنا". وسمح هذا التقدم للقوات الهندية بضمان أمن الطريق الاستراتيجي بين سريناغار وليه وهو محورها الوحيد للتموين على جبهة سياشين الثلجية الى الشمال على ارتفاع حوالي سبعة آلاف متر. وكانت هذه الطريق في مرمى نار المقاتلين الاسلاميين في "النقطة 5140". واعترف الجنرال اول بان المعارك كانت صعبة. وقال "احتجنا الى حوالي شهر لتطهير مرتفعات تولولينغ مقابل الطريق الرئيسية وكان على الجنود التأقلم مع محيط قاس على ارتفاعات تتراوح بين ثلاثة آلاف و5100 متر". وأدت المعارك التي بدأت في التاسع من ايار مايو الى سقوط 149 قتيلا و297 جريحاً هندياً و336 قتيلاً باكستانياً حسب الارقام الهندية الرسمية، بينما تتحدث باكستان عن قتل 47 باكستانياً على الاقل و300 هندي. وتقترب المعارك اكثر فأكثر من "خط المراقبة" الذي يفصل بين البلدين، لكن الهند اكدت انها لا تسعى الى تجاوزه على رغم ضغوط العسكريين الذين يهدفون الى قطع الامدادات الباكستانية الى المقاتلين الاسلاميين. وقالت مصادر عسكرية هندية انه جرى تبادل قصف مدفعي عنيف امس جنوب كشمير قرب جامو حيث فر آلاف السكان هاربين من المناطق الحدودية.