صعدت القوات الهندية هجومها على مواقع المقاتلين الاسلاميين في جبال كشمير غداة استعادتها السيطرة على "النقطة 5140"، وهي أعلى قمة تطل على الطريق الرئيسي في منطقة دراس. وقالت وزارة الدفاع الهندية ان 13 جندياً باكستانياً قتلوا في هذه المعركة. واكدت نيودلهي مجدداً ان قواتها ستواصل القتال ولن تنسحب حتى ينسحب "المتسللون المسلحون". واعتبر الجيش الهندي الاستيلاء على "النقطة 5140" في مرتفعات تولولينغ واحدة من اكبر النجاحات التي حققها حتى الآن. وقال ناطق هندي ان وجود "المتمردين الاسلاميين الى جانب الجنود الباكستانيين في هذه النقطة كان غالباً ما يعرقل الاتصالات والامدادات". لكن اسلام اباد تنفي ادعاءات نيودلهي بان جنودها يشاركون في القتال او يقدمون الدعم للمقاتلين الاسلاميين في كشمير. وحذر مستشار الامن القومي الهندي براجيش ميرشا من احتمال حصول تصعيد اذا لم تنسحب القوات المتسللة في وقت سريع. وقال في مقابلة مع التلفزيون الهندي ليل اول من امس أ ف ب "بالطبع، ستشهد المعارك تصعيداً لاننا سنطردهم من اراضينا". واضاف انه ليس من الممكن اعادة الحوار مع باكستان، التي تنفي أي مسؤولية لها في النزاع، قبل انتهاء "العدوان" واعادة الوضع السابق على الحدود الى ما كان عليه. واستبعد المسؤول الهندي الخيار النووي، موضحاً ان اثارة احتمال كهذا "لا ينم عن أي شعور بالمسؤولية". واكد ان نيودلهي تتبع مبدأ انها لن تكون الاولى في استخدام السلاح النووي، ولكن "اذا حصل اعتداء علينا، فليحمنا الرب لاننا سنمضي حتى النهاية". ويأتي التصعيد الاخير بعد وقت قصير على انتهاء قمة مجموعة الدول الثماني الكبرى التي عبّرت عن قلقها في شأن استمرار المواجهة العسكرية في كشمير ودعت الى انهاء القتال فوراً. واشادت الحكومة الهندية ببيان القمة كولونيا الذي اشار الى انتهاك "غير مسؤول" لخط المراقبة. واعتبرت ان البيان كان ادانة واضحة لباكستان رغم عدم تسميتها بالاسم، وبالتالي بات يتعين عليها سحب قواتها. وفي المقابل، رأت اسلام اباد ان البيان كرر وجهة نظر باكستان التي تدعو الى وقف المواجهات العسكرية ومعاودة الحوار. في غضون ذلك، اُعلن في اسلام اباد ان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف سيقوم بزيارة الى الصين الاسبوع المقبل تلبية لدعوة تلقاها من نظيره الصيني زهو رونجغي. وكان وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز اجرى زيارة قصيرة الى بكين في مطلع الشهر الجاري اطلع خلالها المسؤولين الصينيين على موقف بلاده من النزاع في كشمير. ولم تتمكن الطائرات الهندية من شن غارات امس بسبب الطقس السيء في مناطق دراس وباتاليك وكارجيل. لكن القوات الهندية حققت تقدماً في سعيها الى السيطرة على "تايغر هيلز"، وهي تلة اخرى يبلغ ارتفاعها 4590 متراً تقع في الجانب الهندي من خط المراقبة الفاصل بين باكستان والهند. وللمرة الاولى منذ اندلاع النزاع في 9 ايار مايو الماضي، نظم الجيش الهندي امس جولة للصحافيين في دراس حيث استعاد السيطرة على "النقطة 5140"، وباتت المنطقة محظورة على المدنيين.