قال رئيس "الخطوط الجوية الايرانية" أحمد رضا كاظمي إن شركته تنوي اعتماد مطار بيروت مركزاً لرحلات المتابعة التي تسيّرها الى أوروبا وأميركا الشمالية، وإنها تنوي تطوير علاقتها مع شركة "طيران الشرق الأوسط" ميدل إيست إلى علاقة تحالف رئيسية مستقبلاً. وذكر في تصريح إلى "الحياة" إن شركته تنظر بعين الاهتمام الى الامكانات التي يتيحها مطار بيروت كمحطة إقليمية قادرة على تحقيق الربط مع كبرى العواصم الغربية. وأضاف أن شركته ستسيّر رحلتها الأولى إلى لبنان في عيد الميلاد النبوي الشريف، لتستعيد بذلك خط طهران - بيروت الذي توقف قبل 30 عاماً تقريباً. وكانت "ميدل إيست" باشرت، نهاية الشهر الماضي، تسيير رحلتين أسبوعيتين إلى طهران، تنفيذاً لاتفاق أُبرم مع "الإيرانية" وبدأت المفاوضات في شأنه منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي. واُدرج التفاهم في إطار رغبة مشتركة من الحكومتين اللبنانيةوالايرانية لتفعيل الروابط الجوية بين بيروتوطهران، ما أدى إلى توقيع "اتفاق خدمة جوية" بينهما نص على تسيير رحلتين أسبوعياً في كل اتجاه. وتعتبر "الإيرانية" ناقلة إقليمية متوسطة الحجم. وقارب عدد المسافرين الذين نقلتهم في السنة المالية التي تنتهي في أول آذار مارس الماضي الثمانية ملايين مسافر، بينما وصل عدد الرحلات التي سيّرتها إلى 60 ألف رحلة تقريباً. إلا أن أغلب الركاب كانوا من المسافرين على متن الرحلات الداخلية، في حين ناهزت نسبة المسافرين على الرحلات الدولية 16 في المئة. وتبنت الشركة العام الماضي خطة خمسية لتحسين مستوى استخدام الطائرات، وتحديث الاسطول وزيادة سعته، وتطوير الخدمات المقدمة إلى المسافرين، علاوة على توسيع الشبكة. وقال السيد كاظمي: "ستشكل بيروت محطتنا الأربعين، ونحن ننوي التعاون مع شركة طيران الشرق الأوسط في عمليات الترويج التي نقوم بها وتحقيق أقصى عائد وبلوغ أفضل جدوى تشغيلية". وأشار إلى أن "طائرات بوينغ 727 ستُسيّر في الرحلات الأولى من طهران إلى بيروت. وإذا كان هناك طلب أكبر فسنعمد إلى استخدام طائرات أكبر حجماً". وتابع: "دراسات الجدوى التي قُمنا بها أشارت إلى أن سعة الخط في المرحلة الأولى ستكون في حدود 500 مسافر اسبوعياً للشركتين معاً. ونحن نناقش مع "ميدل إيست" استخدام خط طهران - بيروت لنقل مسافرينا على رحلات أبعد مدى، وأن يُتاح للمسافرين الذين يستقلون رحلاتنا، إنطلاقاً من طهران، أو مروراً بها، أن يتابعوا رحلاتهم إلى لندن وباريس وروما وفرانكفورت وأميركا الشمالية". ورأى أن "خط بيروت مهم للغاية لنا. ونحن نعتقد أن بوسع الخطوط الايرانية و"ميدل إيست" أن تستحوذا على حصة من الرحلات المتجهة عبر المتوسط الى أوروبا والرحلات الجوية عبر الأطلسي"، مشيراً إلى أن هناك "جالية إيرانية كبيرة مهاجرة حول العالم وهي ترغب في الحصول على سعة مقعدية أكبر للوصول إلى ايران. وخط بيروت قد يكون أحد الخيارات المثلى لهذا الغرض". وأكد أن "الشركتين مستعدتان للعمل مع أي شركة ترغب في ترك مسافريها يكملون رحلاتهم الى بيروت"، مشيراً إلى أن "هناك حصة واضحة يمكن اقتطاعها من هذه السوق النامية". وأفاد أن شركته ترغب في المرحلة الأولى تثبيت علاقتها مع مطار بيروت كمحطة - مركز للرحلات الدولية، "وبعد ذلك سنذهب إلى نقاط أبعد من بيروت، مستفيدين من الحرية الخامسة بين البلدين، بمعنى أن تأتي طائرات ميدل إيست إلى إيران وتنقل مسافرين منها إلى مناطق أخرى. ونحن نريد أن نفعل الأمر نفسه انطلاقاً من بيروت إلى نقاط ومحطات أبعد". وأشار إلى أن شركته وقّعت اتفاق تبادل رموز مع "ميدل إيست"، الأمر الذي يتيح لمسافري الشركتين متابعة رحلاتهم مع الناقلة الأخرى بتذكرة سفر واحدة. واعتبر أن التحالف المبرم بين الناقلة الوطنية اللبنانية و"ار فرانس"، الذي يتم بموجبه تسيير 19 رحلة أسبوعياً بين بيروت وباريس، عامل إيجابي آخر سيعزز العلاقة مع "ميدل إيست" ومطار بيروت ويقويها. وذكر أن شركته وقعت اتفاقاً متقدماً مع "ار فرانس" يتجاوز مجرد تبادل الرموز. وقال: "ندرس التحالف مع ميدل إيست وهي شركة نشطة وحيوية". واستبعد أن تكون شركته في وارد التفكير في الانضمام إلى أحد التحالفات الدولية. وقال: "نحن نستهدف توسيع شبكتنا في الشرق الأقصى والشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية. وإلى الآن الأمر غير واضح بالنسبة الى نوع التحالف الدولي الذي قد ننضم اليه". وتابع : "من المهم أن نقيم تحالفات مع شركات طيران عربية وإسلامية، ونحن ندرس مجالات استضافة مؤتمر بين شركات الطيران في العالم الاسلامي على اساس ان طهران ترأس منظمة المؤتمر الاسلامي، على أن يكون موعده سنة 2001 وأن يُخصص للبحث في اندماج الناقلات الإسلامية". على صعيد آخر علمت "الحياة" أن "ميدل إيست" أنهت المفاوضات الخاصة بتوقيع اتفاق لتبادل الرموز مع شركة طيران عربية، الأمر الئي سيُتيح لها نقل مسافريها إلى مناطق عدة في شبه القارة الهندية وأوروبا، في شكل مكمّل لاتفاقها مع "ار فرانس". وقالت المصادر إن الاتفاق سيُبرم بعد تعيين مجلس الإدارة الجديد.