قالت مصادر اقتصادية ل"الحياة" ان المحادثات السورية - الالمانية لم تسفر عن "اختراق" لحل مشكلة الديون الالمانية المستحقة على سورية، لكن الجانبين اتفقا على استئناف المحادثات في الربيع المقبل في دمشق. وعاد الوفد السوري الذي رأسه معاون وزير التخطيط الدكتور توفيق اسماعيل الى دمشق، بعدما اجرى محادثات مع مسؤولين في وزارة المال في برلين لمدة اسبوع. واوضحت المصادر: "ان المحادثات جرت في جو ودي وايجابي وصريح لكنها لم تسفر عن اختراق او اتفاق اذ اتفق الطرفان على الاجتماع في الربيع المقبل وعلى الارجح في شباط فبراير في العاصمة السورية". وكان الطرفان عقدا اكثر من اربع اجتماعات رسمية لحل مشكلة الديون. ولم يتفقا الى الآن على قيمة المبالغ الاجمالية. وقالت المصادر ان "الجانب السوري فوجئ بأن الارقام الالمانية وصلت من 8،1 الى 5،2 بليون مارك الماني بالنسبة للديون العائدة لالمانياالشرقية 940 مليون مارك مبلغ اساس و2،1 بليون مارك فوائد و346 مليون دولار اميركي بالنسبة للديون المالية العائدة لالمانيا الغربية". وزادت ان الجانب الالماني "فوجئ ايضاً بمطالبة سورية بمبلغ قدره 759 مليون دولار نتيجة عدم التزام الشركات الالمانية بالعقود الموقعة مع دمشق". واوضحت المصادر ان محادثات برلين تركزت على ديون المانياالشرقية "وان ممثلين لشركات شاركوا في بعض الاجتماعات، اذ ان الوفدين انكبا على الوثائق لتدقيقها قانونياً وتجارياً ومالياً وصولاً الى تصور واضح للمشكلة". وقالت ان الجانب السوري "أراد التأكد من هوية كل شركة وريثة لشركة المانية شرقية وقعت عقوداً مع حكومته، موضحاً الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الوطني نتيجة عدم التزام العقود وتوفير قطع التبديل". وتابعت ان الطرفين "وجدا ان بعض العقود التي نوقشت في حاجة الى توضيحات اضافية من كل طرف، وان عقوداً اخرى قال الجانب الالماني ان لديه وثائق من الجانب السوري عن تنفيذها بشكل كامل مادياً وتجارياً". وقالت: "لم يوافق الجانب الالماني على حل مشكلة ديون المانيا الغربية اولاً، لكن ارسل اشارات ايجابية عن الاستعداد لتقديم تسهيلات بعد الاتفاق على المبادئ. وانه لفت الى مبادرته بعدم الاعتراض على قروض "البنك الاوروبي للاستثمار" لسورية البالغة اكثر من مئة مليون دولار. واكدت المصادر وجود رغبة سورية بحل المشكلة في اطار جهودها لحل مسائل الديون الخارجية بعد حلها مع ايران بدفع 502 مليون دولار وحسم الفوائد البالغة 466 مليوناً، وفرنسا بحسم 50 في المئة من الفوائد من اجمالي القيمة البالغة 8،1 بليون فرنك فرنسي، والبنك الدولي بسداد المبلغ الاساس من الاجمالي البالغ 529 مليون دولار اميركي. وتابعت المصادر ان برلينودمشق تسعيان الى "ازالة هذه العقبة امام تطوير العلاقات". وقال القائم بأعمال السفارة الالمانية ستيفان موبس ان قيمة الصادرات الألمانية الى سورية بلغت العام الماضي 400 مليون دولار تأتي الآلات في مقدمها بقيمة 175 مليوناً، مقابل 550 مليوناً قيمة الصادرات السورية التي تتضمن نفطاً بقيمة 460 مليوناً ومنتجات نسيجية بقيمة 30 مليوناً.