توج المنتخب السويدي بطلاً لبطولة العالم السادسة عشرة لكرة اليد بعد فوزه على نظيره الروسي 25-24 في المباراة النهائية في القاهرة، وثأر لخسارته أمامه 23-25 في نهائي بطولة 1997 في اليابان. وعادل السويديون، ابطال 54 و58 و90، الرقم القياسي لأكبر عدد من مرات الفوز ببطولة العالم والمسجل باسم رومانيا. وحرص الرئيس المصري محمد حسني مبارك على مشاهدة المباراة النهائية على رأس جمهور مصري كبير زاد على عشرة آلاف متفرج رغم غياب المنتخب المحلي الباكر من ساحة المنافسة، وشجع المصريون المنتخب السويدي بحماسة من البداية الى النهاية، واحتفلوا مع لاعبيه بالفوز بالكأس وكأنه فريقهم. وعقب المباراة تسلم لاعبو يوغوسلافيا الميداليات البرونزية للمركز الثالث بعد فوزهم على اسبانيا 27-24 في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وتسلم لاعبو روسيا الميداليات الفضية من ارفين لانس رئيس الاتحاد الدولي، وقدم أحمد بهجت أكبر رعاة البطولة كأساً ذهبية الى المنتخب السويدي، وبعدها صعد أبطال العالم الى منصة الشرف لاستلام كأس العالم والميداليات الذهبية من الرئيس مبارك الذي وجه تهنئة للاعبي السويد لاحتفاظهم بهدوئهم وتركيزهم وتحويلهم الهزيمة الى نصر باقتدار. وكانت المباراة مثيرة من بدايتها، وتقدم الروس بجدارة في الدقائق الأولى بثلاثة أهداف نظيفة لايغور لافروف ويوغورليوف وبوتشكين، ووضح الخوف والتوتر على لاعبي السويد لا سيما في الهجوم، وتألق الحارس الروسي الكسندر لافروف بامتياز، وظل الروس محافظين على فارق الأهداف الثلاثة لمدة عشرين دقيقة بفضل الهجوم الخاطف وبراعة لاعب الدائرة ديمتري تورغوفانوف الذي سجل خمسة أهداف بمفرده من انفرادات كاملة خدع بها الدفاع السويدي، وازداد التفوق الروسي الى 10-6 مع هجوم خاطف لكريفوتشيليكوف. واضطر المدير الفني لمنتخب السويد، بنغت يوهانسون، الى اجراء تعديل كامل في تشكيلة فريقه باشراك الحارس الاحتياطي غنتزل بدلاً من الاساسي سفنسون الذي انقذ كرة واحدة من اصل 11 تصويبة روسية في نصف الشوط الأول، ودفع يوهانسون بالبدلاء ليوبومير فرانيس وبيار ثورسون ومارتن فريندشيو. وأثر هذا التغيير إيجاباً وانقلبت المباراة رأساً على عقب لمصلحة السويديين بعدما تألق الحارس غنتزل، واستعاد المنتخب الاسكندنافي سرعته وألعاب الخداع على الدائرة والانطلاقات السريعة، ولكن العنصر الأبرز كان استغلال الجناح الأيمن بيار ثورسون في الاختراق والتسجيل. وضاق فارق الأهداف سريعاً الى 10-9 مع ثلاثة أهداف متتالية كلها من الجناح الأيمن لثورسون مرتين وبيترسون، ومع ازدياد حماسة لاعبي السويد وتشجيع الجمهور المصري تعادل الفريقان للمرة الأولى 11-11، ولكن الظهير الروسي العملاق اليكس توتشكين أنهى الشوط بثلاثة أهداف صاروخية واستعاد الروس تقدمهم 14-12 في نهاية الشوط. وفي الثواني الأولى من الشوط الاول ارتكب الهداف السويدي المخضرم ماغنوس فيسلاندر خطأ فادحاً استوجب طرده النهائي ببطاقة حمراء، وكان هذا الطرد مفيداً للسويديين - رب ضارة نافعة - لأنهم اضطروا الى تغيير طريقة اللعب التي تعتمد على فيسلاندر وتحولوا الى اساليب أخرى لم يحفظها الروس مسبقاً. واستفاد السويديون أكثر من الطرد المؤقت الثاني لتورغوفانوف في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني ما جعله خائفاً بقية المباراة خشية الطرد الثالث والنهائي، وفقد النجم الروسي الأول شجاعته في الدفاع والهجوم ولم يحرز أي هدف حتى نهاية اللقاء. تعادل الفريقان كثيراً في الشوط الثاني من 14-14 الى 18-18. وفي الدقيقة الثانية عشرة بدأ التحول عندما سجل الاحتياطي فرانيس هدف التقدم للسويد 19-18، ومنذ تلك اللحظة لم يتراجع السويديون ولم يسمحوا للروس بالتعادل، وارتفع الفارق تباعاً الى 22-18 بعد أن توقف الروس عن التسجيل نهائياً لمدة سبع دقائق متصلة فقدوا خلالها توازنهم بسبب التسرع في إنهاء الهجمة، ولكن لاعبي السويد وقعوا في خطأ فادح عندما لعبوا للاحتفاظ بالكرة بدلاً من احراز الأهداف قبل سبع دقائق من النهاية، واعطى ذلك الفرصة للروس للعودة الى المباراة باستغلال تصويبات تشوكين الهائلة من الخط الخلفي، وسجل الظهير الروسي العملاق - 203 سنتيمترات - ثلاثة أهداف متتالية في 3 دقائق وضاق الفارق مجدداً الى هدف واحد 22-21، واحس المنتخب الاسكندنا في بالخطر واستعاد جديته ولكن المباراة ظلت في الملعب حتى الدقيقة الأخيرة التي سجل خلالها ثورسون من الجناح الهدف الخامس والعشرين، ولم يستفد الروس من هدف الشرف الذي جاء مع صفارة النهاية. وتحولت أرض الملعب الى ساحة رقص صفراء للاعبي السويد يشاركهم أكثر من مئة متفرج سويدي بأعلام بلادهم في المدرجات وعشرة آلاف متفرج مصري. وأسفر الترتيب النهائي للبطولة عن فوز السويد بالمركز الأول، وتلتها روسيا ثم يوغوسلافيا واسبانيا والمانيا وفرنسا ومصر وكوبا والدنمارك وكرواتيا والمجر وتونس والنروج وكوريا الجنوبية والجزائر والبرازيل والمغرب ومقدونيا والكويت والصين والارجنتين والسعودية ونيجيريا واستراليا. وأعلن النمساوي ارفين لانس رئيس الاتحاد الدولي سعادته الكاملة بنجاح بطولة العالم، وأكد ثقته وزملائه أعضاء الاتحاد في امكانية تنظيم بطولات كبرى أخرى في مصر صاحبة الجماهير الأولى في عالم كرة اليد. وتمنى لانس أن تحقق بطولة العالم المقبلة والتي تنظمها فرنسا عام 2001 النجاح نفسه والاقبال الجماهيري الضخم نفسه بعد أن اصبحت كرة اليد لعبة شعبية عالمية.