شهد بعض محاور الجنوب اللبناني توتراً في الساعات الماضية. فقصفت المدفعية الإسرائيلية فجر أمس أطراف بلدات عربصاليم وحبوش ومجرى نهري الزهراني والجبل الرفيع في اقليم التفاح، وترافق ذلك مع عمليات تمشيط شملت الأودية المحاذية لمواقع الاحتلال في الدبشة وعلي الطاهر والسويداء. وحلقت طائرات حربية اسرائيلية أمس على علو مخفوض في أجواء النبطية واقليم التفاح، منفذة غارات وهمية. وكانت المدفعية الإسرائيلية قصفت ليل أول من أمس ثكنة الجيش اللبناني المهجورة في النبطية وأطراف النبطية الفوقا وزوطر الغربية وقعقعية الجسر ومزرعة الحمراء وأطراف يحمر. وأعلنت "السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال" انها نفذت الرابعة والنصف بجر أمس هجوماً على موقعي الاحتلال في السويداء والدبشة، في حين استهدفت المقاومة موقع القنطرة بالقذائف المدفعية. وفي المواقف، قال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالأمير قبلان ان تحرير جزين "انجاز لكنه ليس نهاية المعركة"، معرباً عن تخوفه من مفاجآت غير سارة فيها اذا لم تعتنِ الدولة بوضعها امنياً وسياسياً". ورأى النائب محمد عبدالحميد بيضون ان انجاز تحرير جزين "عاصفة اصابت الكيان الاسرائيلي بكل مؤسساته فلم يتركنا ننتصر واختار القضاء اللبناني ليضرب ضربته" في اشارة الى جريمة صيدا، متخوفاً من ضربات اخرى. ولمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لاحتلال اسرائيل مزارع شبعا في منطقة العرقوب الجنوبية، عقدت "هيئة أبناء العرقوب" مؤتمراً صحافياً في بيروت عرضت فيه ظروف الاحتلال وتهجير تسعة آلاف من أصحاب المزارع في ظل صمت رسمي وتجاهل للعدوان وآثاره". وقال مدير مدرسة شبعا المبعد يحيى علي بإسم "الهيئة" "ان هذه المعاناة الطويلة لم تجعلنا نفقد الثقة بقدرتنا على مواجهة الاحتلال ومخططاته في التفريغ والتطبيع، وأكثر ما عزز الثقة لدينا في هذه المرحلة توجهات العهد الجديد والحكومة وممارستهما الوطنية الملتزمة حقوق أبناء المنطقة الجنوبية المحتلة وقضيتها، وبرز الموقف الوطني ناصعاً في قضية الانسحاب الإسرائيلي من جزين ومنطقتها من دون مساومة أو ارتهان لأي شرط صهيوني يؤدي الى ضمانات للاحتلال ويلتزم كل الضمانات لأمن المواطنين وحقوقهم في الأمن والأمان داخل وطنهم". وتابع "ان هذا التوجه يستدعي من العهد والحكومة تبني تفسير شامل وواضح لقرار مجلس الأمن الرقم 425 يؤكل على شمولية مبدأ الانسحاب الإسرائيلي من مزارع شبعا المحتلة وسفوح جبل الشيخ لمصلحة الأمن الوطني والقومي وتدعيماً لوحدة مسار المواجهة ضد الاحتلال في لبنان وسورية". ودعا الى "ازالة المستعمرات الإسرائيلية من مزارع شبعا في عملية الانسحابات المطلوبة تطبيقاً للقرار 425. واستعادة الدولة دورها الشامل من خلال إحياء إدارتها الخدماتية وفك التوكيل الحصري لمجلس الجنوب بهذه المناطق، وتأكيد سيادة الدولة ومسؤوليتها في أي بقعة تضطر قوات الاحتلال الى الانسحاب منها والتنسيق مع قوات الطوارىء الدولية للاستفادة من وجودها في منطقة العرقوب أمنياً وخدماتياً".