} اجمع سياسيون فلسطينيون على ضرورة اعلان الدولة الفلسطينية في حزيران يونيو المقبل، بعد تأجيل الاعلان الذي كان مقرراً في الرابع من أيار مايو الجاري. وجاء اجماع أربعة مسؤولين فلسطينيين في ندوة جرت في مدينة غزة امس. حذر ابراهيم أبو نجا النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، احد قياديي حركة "فتح" منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية من عدم اعلان الدولة الفلسطينية في حزيران اليونيو المقبل. وقال ابو نجا في معرض حديثه في ندوة نظمها في مدينة غزة، امس، مجلس اتحاد الطلبة في جامعة القدس المفتوحة: "اذا مر موعد حزيران من دون اعلان الدولة سنفقد صدقيتنا امام العالم". ورداً على سؤال ما الذي دعا المجلس المركزي للتأجيل رغم ان الرئيس ياسر عرفات يردد منذ عام ان موعد الرابع من أيار موعد مقدس، قال ابو نجا: "ان البعض قرأ المشهد العالمي رغم اننا رفضنا ان تكون هناك املاءات علينا". وأضاف ان الاميركيين "قالوا لنا يجب عدم توظيف الاعلان في صالح الاسرائيليين". وتابع: "اما الأوروبيون فقالوا انهم منشغلون في قضية البلقان، وقضيتكم ليست الاكثر سخونة الآن" وعليه جرى التأجيل حتى حزيران يونيو رغم ان "الكل كان مع الاعلان وضد التأجيل". ونفى ابو نجا أن يكون الرئيس عرفات اثر في قرار التأجيل. من جانبه، اعتبر جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" قرارات المجلس المركزي "تمديداً غير معلن للحكم الذاتي على الأقل حتى حزيران المقبل" وشدد على ضرورة "توفير مقومات الصمود والأمن الغذائي... الخ" لمواجهة موعد حزيران. وأضاف: "اذا بقيت الأمور كما يعيشها الشعب الآن، من ممارسات للاجهزة الأمنية وغياب سيادة القانون والتطاول على الحق والمال العام، فسنشهد تمديداً جديداً" في حزيران المقبل. ودعا السلطة الى محاربة الفساد واجراء الاصلاحات اللازمة وكذلك "الشروع في انهاء الاتفاقات، والتحضير لاجراء انتخابات ديموقراطية للمجلس الوطني الفلسطيني والبلديات". وقال صالح زيدان عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"، ان الجبهة ستدعو المجلس المركزي في اجتماعه المقبل الى "اتخاذ خطوات جريئة لانهاء ترتيبات المرحلة الانتقالية، واعلان بسط سيادة الدولة على الأراضي التي احتلت عام 1967". وحذر زيدان من التأجيل مجدداً في حزيران لأن ذلك يعني "تكريس المفهوم الاسرائيلي" الذي يقول "ان الوصول للنتائج رهن بالمفاوضات" ما يحمل أيضاً "تحول الحكم الذاتي الى حل دائم واستمرار سياسة الاستيطان". وقال زيدان ان رسالة الرئيس كلينتون الى الرئيس عرفات: "لا تحمل ضمانات حقيقية ولا تنص على التزامات واضحة". ووصف الرسالة بأنها "كلام انشائي". وشدد على ان المراهنة على الولاياتالمتحدة واسرائيل "مراهنة عقيمة"، مطالباً البدء في حوار وطني شامل والغاء المرسوم الرئاسي "بمنع التحريض"، ووقف الاعتقالات السياسية. وأوضح اسماعيل هنية احد قياديي "حركة المقاومة الاسلامية" حماس اهمية مشاركة الحركة في اجتماعات المجلس المركزي في 27 نيسان ابريل الماضي بأنها "رسالة للعالم اجمع بأن الشعب الفلسطيني يمكن ان يتوحد عند مواجهة الاخطار" على الرغم من "مواجهة عناصر حماس الكثير من المعاناة والاعتقال من اجهزة السلطة الأمنية". وقال هنية: "ان المسؤولية التاريخية تحتم علينا استيعاب المعاناة" حتى نفوت الفرصة على مراهنات اسرائيل والولاياتالمتحدة في "الاقتتال الداخلي الفلسطيني". وشدد على ان "حماس ليست في خندق العداء للمنظمة والسلطة، رغم الاختلاف في المنطلقات والبرامج السياسية، وذلك على قاعدة تحقيق مصالح وأهداف شعبنا، وهذا بسبب وحدتنا التي تجلت في اجتماع المجلس المركزي الاخير".