بدأت امس في مدينة غزة اعمال الجلسة الخاصة للمجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، للنظر في استحقاقات الرابع من أيار مايو المقبل. ولم يرشح عن الجلسة الصباحية التي بدأت عند نحو الساعة الحادية عشرة برئاسة الرئيس ياسر عرفات وسليم الزعنون، رئيس المجلس الوطني، والمجلس المركزي، اي معلومات اكيدة عن الاتجاه العام للمجلس. وعاد المسؤولون الفلسطينيون الى تكرار المواقف السابقة المعلنة في هذا الشأن. وقال كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات لوسائل الاعلام بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية ان "ممثلي الشعب يناقشون مجموعة من الخيارات"، مشيراً الى ضرورة التفريق بين مسائل ثلاث مهمة: اولها "الاعلان عن الدولة" وثانيها "تحديد المرحلة الانتقالية" وثالثها "السقف الزمني لمفاوضات الحل النهائي". وأكد عريقات ان المركزي لا بد له في نهاية المطاف من "اتخاذ القرار الذي يراه في صالح شعبنا ويخدم مصالحه"، مشيراً الى ان "القرار سيصدر في اعقاب مداولات المجلس". ولم يشر عريقات الى الفترة التي سيستغرقها المجلس حتى اتخاذ مثل هذا القرار. وتوقع مراقبون أن يختتم المجلس اجتماعاته مساء اليوم الأربعاء فيما رجح آخرون استمرار انعقاده الى ما بعد الانتخابات الاسرائيلية. وشارك في الجلسة أمس نحو 116 من اعضاء المجلس البالغ عددهم 125 عضواً، وامتنع الممثلون التسعة ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" عن حضور الاجتماعات، تلبية لقرار اتخذه المكتب السياسي للجبهة الاسبوع الماضي يقضي بمقاطعة أعمال المجلس. وشارك الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ أحمد ياسين، وثلاثة من قياديي الحركة هم اسماعيل ابو شنب واسماعيل هنية ومحمود الزهار، بصفة مراقبين. ويستدل من تصريحات ادلى بها وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية الدكتور نبيل شعث ان النية تتجه نحو تأجيل الاعلان، على رغم تأكيده المستمر ان المجلس المركزي "سيد نفسه"، وهو صاحب القرار في الاعلان او التأجيل. وخاب أمل ممثلي وسائل الاعلام الذين احتشدوا قبالة مقر الرئيس عرفات عندما أطل شعث من بوابة مقر الرئيس وقال واصفاً الجلسة بأنها "جيدة"، و"لن تناقش اليوم أمس بعض البدائل، بل كانت جلسة معلومات". وأضاف ان الرئيس عرفات قدم "بياناً حول الموقف التاريخي لحقنا من اعلان الدولة، ونضالنا من اجل هذا الحق". وعلمت "الحياة" ان شعث وعريقات قدما بيانين منفصلين يتعلقان بنتائج الجولة الدولية التي قام بها عرفات اخيراً. وأشار شعث الى انه طرح وعريقات مجموعة من الاسئلة على اجتماعات المجلس المركزي تتعلق باعلان الدولة او تأجيله، أو تمديد الفترة الانتقالية. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن رسالة الضمانات الاميركية قال شعث: "ما جاءنا جيد، لكنه ليس كافياً"، مشيراً الى ان السلطة ما زالت تريد "اعتراف الولاياتالمتحدة بحقنا في اقامة الدولة بشكل واضح". ورفض امين سر حركة "فتح" في الضفة الفلسطينية مروان البرغوثي الافصاح عن رأيه في ما لو اعلن عرفات تأجيل الاعلان عن قيام الدولة، واكتفى بالقول انه "مع اعلان الدولة فوراً"، مطالباً ب"عدم تفويت الفرصة وإعلان الدولة"، ومشدداً على ان التأجيل "لن يكون نهاية التاريخ". وأكد البرغوثي ان الفلسطينيين "لن ينتزعوا دولتهم حول طاولة المفاوضات"، بل يجب ان يتخذوا "قراراً في هذا الشأن"، واصفاً ذلك بأنه "عملية نضالية كفاحية، حتى لو أدى ذلك الى الاشتباك مع الطرف الآخر". وفي تصريحات الى "الحياة" قال اسماعيل هنية احد قياديي "حماس" ان الحركة "لا تتحمل مسؤولية او نتيجة اي قرار سياسي"، خصوصاً اذا ما قرر المجلس التأجيل. وطالبت "حماس" السلطة الوطنية في السابق باعلان الدولة في الرابع من أيار مايو، واعتبر محمود الزهار القيادي في "حماس" ان تمديد المرحلة الانتقالية "سيكون قراراً خاطئاً". وقال الزهار ان دور الحركة في الاجتماعات "يقتصر على اعطاء النصيحة"، مشيراً الى احتمال ان تأخذ السلطة في الاعتبار "موقف حماس". واعتبر ان المشاركة في الاجتماعات تمت بناء على دعوة السلطة "مقدمة لتجسيد الوحدة الوطنية"، ورحب بفكرة دخول الحركة في منظمة التحرير "بشروط ديموقراطية تسمح باعادة تمثيل الشعب الفلسطيني، من خلال الانتخابات". ورداً على سؤال ل"الحياة" قال هنية الذي شارك في الاجتماعات ان الحركة اقترحت "الاعلان عن نهاية اتفاقات اوسلو في الرابع من أيار، وبدء مرحلة جديدة لتجسيد اهدافنا الوطنية، ويكفينا خمس سنوات من المفاوضات غير المجدية". وأكد ضرورة "التعامل مع الاحتلال بأسلوب المقاومة".