رام الله الضفة الغربية - أ ف ب - افادت مصادر فلسطينية امس ان الرئيس بيل كلينتون سيوجه رسالة الى الرئيس ياسر عرفات تتضمن "افكارا اميركية عن وضع عملية السلام"، وذلك في اطار مسعى اميركي لدفع القيادة الفلسطينية الى تأجيل اعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من ايار مايو المقبل. وقالت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها لوكالة "فرانس برس" ان "ارسال هذه الرسالة يأتي في اطار خطوات اميركية تم التوافق عليها خلال لقاء القمة الذي عقد بين كلينتون وعرفات في واشنطن في الثالث والعشرين من الشهر الماضي". وتوقعت ان "يتم ارسال الرسالة قبيل اتخاذ الهيئات القيادية الفلسطينية قرارها النهائي في خصوص الدولة الفلسطينية". يذكر ان القيادة الفلسطينية اعلنت قبل ايام ان المجلس المركزي الفلسطيني سيجتمع في 27 نيسان ابريل الجاري للبحث في هذه المسألة واتخاذ القرار النهائي في شأنها. وقالت المصادر ان الرسالة لن تتضمن "طلبا اميركيا مباشرا من القيادة الفلسطينية بتأجيل اعلان الدولة"، الا انها تأتي في سياق مسعى اميركي "لتعزيز موقف عرفات بأتخاذ مثل هذا القرار، خصوصاً انه يواجه تياراً قوياً داخل صفوف المجلس المركزي الفلسطيني يطالب بالاعلان عن الدولة في الرابع من ايار". وكان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو العلاء طالب في مقال مطول نشرته صحف فلسطينية الاسبوع الماضي باعلان الدولة الفلسطينية في الرابع من ايار، وذلك في اول موقف علني يصدر عن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى يتضمن هذه المطالبة. وصدرت دعوات مماثلة من عدد من قياديي حركة "فتح"، كبرى التنظيمات الفلسطينية المؤيدة للسلطة الفلسطينية. كما اعلن عدد من التنظيمات المعارضة المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية كالجبهتين "الشعبية" و"الديموقراطية" لتحرير فلسطين، رفضه تأجيل الاعلان عن الدولة في هذا التاريخ. ويرى مراقبون سياسيون ان عرفات الذي سمع في غالبية العواصم التي زارها خلال جولاته المطولة "نصائح" ودعوات الى تأجيل الاعلان عن الدولة، سيواجه وضعا صعبا ومحرجا مع اطره القيادية اذا تبنى هذا الموقف من دون ان يكون حصل على "ثمن" مناسب في المقابل. ويضيف هؤلاء ان الاعلان الذي صدر عن قمة برلين الاوروبية الشهر الماضي واعترف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، يأتي في اطار مسعى دولي لتقديم سند لعرفات لكي يتخذ قرارا بتأجيل الاعلان عن الدولة الفلسطينية. غير انهم يقرون في الوقت نفسه ان الاعلان الاوروبي لا يكفي وحده ولا بد من صدور موقف اميركي متقدم عن المواقف المعلنة نتيجة للدور المركزي للادارة الاميركية في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية. واشارت المصادر الفلسطينية الى ان "اتصالات اميركية - فلسطينية متواصلة وعالية المستوى تجري بهدف التوصل الى صيغة مرضية للافكار التي ستتضمنها الرسالة". واشارت في هذا السياق الى ان احدى اهم المسائل التي ستتطرق اليها الرسالة هي "موضوع حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بما في ذلك اقامة دولتهم المستقلة". واوضحت المصادر ان "الادارة الاميركية لم توافق على صدور موقف اميركي معلن يؤيد صراحة حق الفلسطينيين في تقرير المصير"، مشيرة الى ان الجانب الفلسطيني طالب بأن يكون الموقف الاميركي الوارد في الرسالة هو "غزة ""، أي متقدماً بخطوة او خطوات عما اعلنه كلينتون في كانون الاول ديسمبر الماضي خلال زيارته لغزة حيث تحدث عن "تقرير الفلسطينيين مصيرهم فوق ارضهم". واضافت المصادر: "المطلب الفلسطيني هو ان يكون الموقف الاميركي في الرسالة اكثر من تصريحات غزة واقل من الاعتراف الصريح بدولة". وذكرت المصادر ان "القيادة الفلسطينية تلقت تأكيدات من الادارة الاميركية بأن تتضمن الرسالة التزاما واضحا منها بأنها ستبذل بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية في بداية حزيران يونيو المقبل جهودا مكثفة ومتواصلة وعلى اعلى المستويات لدفع المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية وتنفيذ الاتفاقات الموقعة". وقالت المصادر ان "الاتصالات الفلسطينية - الاميركية تركز ايضا على مسائل تتعلق بالتمثيل الفلسطيني في واشنطن وكذلك تعزيز الدعم الاقتصادي الاميركي للفلسطينيين". واوضحت في هذا السياق ان "الجانب الاميركي ابلغ الفلسطينيين بأن الادارة الاميركية ستعمل لازالة المشكلات والعوائق التي تتعلق بوضعية ممثلية منظمة التحرير في واشنطن".