حكمت محكمة البداية في محافظة أبين اليمنية شمال شرقي عدن أمس باعدام "أبو الحسن المحضار" زعيم ما يسمى "جيش عدن - أبين الاسلامي" واثنين من رفاقه. فيما حكمت على ثالث بالسجن 20 عاماً وبرّأت عشرة متهمين بينهم 9 فارون. واعتبر "أبو الحسن" الأحكام "غير شرعية ديناً، وتستند الى قوانين علمانية". وقال في تصريح الى "الحياة" في قاعة المحكمة، بعد النطق بالأحكام، أن هذه الأحكام "صدرت بقرارات سياسية" و"إن حكم الاعدام هو حكم بالشهادة في سبيل الله". وتقدم محامو الدفاع الأربعة بطلب لاستئناف الأحكام، ووافق رئيس المحكمة القاضي نجيب القادري على طلبهم رغم مطالبة النيابة باعتبار الأحكام نافذة ونهائية. وكانت المحكمة أصدرت أحكامها وفقاً للائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة في 11 كانون الثاني يناير الماضي ضد "المحضار" وجماعته. وتنص اللائحة على: القيام بخطف السياح الغربيين 16 سائحاً في 27 كانون الأول ديسمبر العام الماضي في مديرية مودية محافظة أبين، ومقاومة السلطات وقتل ثلاثة سياح بريطانيين وسائح استرالي، وتشكيل عصابة مسلحة لممارسة أعمال تخريب وقطع الطرق. كما جاءت الأحكام وفقاً للحيثيات ولأدلة الثبوت. وهذه هي الأحكام الأولى التي تصدر ضد جماعة اسلامية متشددة في اليمن بصورة علنية. وعقدت جلسة النطق بالأحكام أمس وسط حراسة أمنية شديدة داخل مبنى المحكمة والشوارع القريبة منه. ولم تلحظ تجمعات لأنصار "أبو الحسن" في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة كما توقعت السلطات الأمنية. وجرت الجلسة في أجواء هادئة. ولا تعتبر هذه الأحكام نافذة الا إذا ثبتتها محكمة الاستئناف ثم المحكمة العليا، وصادق عليها الرئيس علي عبدالله صالح وفقاً للقوانين اليمنية. واللافت ان أبو الحسن لم يطلب العفو أو الاستئناف بل ان محاميه قدموا الطلب، علماً ان الأول لا يعترف بالمحاكمة التي "لا تملك شرعية دينية" من وجهة نظره، وكان رفض ان يدافع عنه أي محامٍ. الى ذلك، حذرت بريطانيا امس مواطنيها من السفر الى اليمن تحت اي ظرف بعد زيادة التهديدات للمصالح الغربية والاجانب في هذا البلد. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها ان هذه النصيحة كانت قائمة منذ فترة ولكنها رأت تجديدها بعد صدور الحكم بالاعدام ضد ثلاثة اشخاص بمن فيهم زعيم الجماعة التي خطفت السياح وقتلت أربعة منهم. وأشارت الوزارة الى ان زعيم هذه الجماعة دعا اعوانه بعد صدور الحكم الى ان يستهدفوا المصالح الغربية والاجانب في اليمن.