} عرض الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان امام مجلس الأمن لملف كوسوفو والجهود المبذولة لحل عقدة القوة الدولية التي من شأنها ان تحفظ السلام هناك بعد انسحاب القوات الصربية من الاقليم. وشدد على ان طبيعة هذه القوة وحجم الانسحاب الصربي هما النقطتان العالقتان. استبعد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان أن تسفر الجهود الديبلوماسية والسياسية المبذولة لايجاد حل في كوسوفو عن نتيجة في غضون أيام. ورجح أن يستغرق الأمر أسابيع على رغم احراز "بعض التقدم" ورغم كثافة الجهود المبذولة من جانب روسيا التي سيقوم مبعوث خاص للأمين العام بمساعدتها. وأشار أنان في أعقاب اجتماعه بأعضاء مجلس الأمن في جلسة مغلقة ليل الثلثاء إلى أن نقطتي الخلاف الأساسيتين بين الأطلسي وبلغراد هما طبيعة القوة الدولية التي يمكن نشرها في كوسوفو وحجم انسحاب القوات الصربية من هناك. وأبلغ أنان المجلس أنه ينتظر موافقة بلغراد لايفاد بعثة لتقويم الأوضاع الإنسانية "في يوغوسلافيا الاتحادية بدءاً من كوسوفو"، مشيراً الى انه لم يطلب وقف العمليات العسكرية من اجل ذلك. وجاء كلام انان اثر اجتماعه مع المبعوث الروسي الخاص إلى البلقان فكتور تشيرنوميردين الذي شدد على أهمية دور الأممالمتحدة في هذه المرحلة واتفق معه في ذلك وزير الخارجية النروجي الذي يرأس الدورة الحالية ل"منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" التي قامت بعملية المراقبة في كوسوفو قبل بدء الغارات الاطلسية. واجتمع تشيرنوميردين مع وزير الخارجية النروجي كنوت فوليبايك بعد اجتماعهما كل على حدة مع انان. وقال فوليبايك إن ما سمعه من تشيرينوميردين يفيد بأن الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش يتحرك في اتجاه الموافقة على عنصر القوة الدولية في كوسوفو. وأكد على استعداد حلف شمال الأطلسي لوقف القصف لدى تسلمه "مؤشراً الى استعداد ميلوشيفيتش للتجاوب مع بعض المطالب التي وضعت". وقال: "إذا شاهدنا هذا المؤشر، بالطبع ان احتمال وقف القصف قائم". وقال وزير الخارجية النروجي ل"الحياة" انه لا يعتقد أن الأمور وصلت الى "مرحلة اعتبار المؤشرات الآتية من بلغراد بمثابة العتبة إلى اختراق، إنما هناك مؤشرات ايجابية". واوضح: "يبدو ان هناك استعداداً لدى ميلوشيفيتش للموافقة على عنصر القوة الدولية في كوسوفو والذي هو شرط مسبق لأي اتفاق". وقال: "عندما تحدثت مع ميلوشيفيتش قبل فترة، رفض كلياً فكرة أي وجود دولي. وما سمعته من تشيرنوميردين يوحي بان هناك حركة لا تعني بعد أن هناك قبولا. لكن هناك تطور في هذا الاتجاه". وشدد على ضرورة أن تكون القوة الدولية مسلحة وموافقة ميلوشيفيتش على ذلك، وقال: "عليه الموافقة، لأن لا أحد بيننا على استعداد للتنازل عن ذلك". واستدرك "في امكاننا التنازل عن بعض العناصر الأخرى، إنما وجود قوة عسكرية مسلحة في كوسوفو ، شرط مسبق لا يمكننا بدونه تنفيذ أي اتفاق سلمي". وشرح وزير خارجية النروج افق العناصر التي يمكن التحدث عن التنازل في شأنها، وقال: "في امكاننا بحث الوضع المعني بانسحاب جميع القوات الصربية من كوسوفو". اما تشيرنوميردين فبحث مع أنان ما وصفه بأنه "تطورات جديدة" . وقال إن الأمين العام "مصمم على المساهمة في تسوية النزاع، لأن الأممالمتحدة تلعب دوراً كبيراً، ولأن ليس هناك أي منظمة أخرى تتمتع بهذا القدر من الخبرة مثل الأممالمتحدة". وتابع: "ولذلك من فائق الأهمية ان يكون للأمم المتحدة دور، ونحن على استعداد للمساعدة". وأكد المبعوث الروسي "اننا سنمضي بالديبلوماسية المكوكية إلى حين حل هذا النزاع. ونحن نأمل بحله. ويجب ان تتوفر الإرادة السياسية لدى بلغراد ولدى حلف شمال الأطلسي". وقال: "إن موسكو أوضحت إلى بلغراد انه لدى معالجة مسألة الوجود الدولي في كوسوفو وموافقة بلغراد على الوجود الدولي فان روسيا ستكون جزءاً منه". وتجنب تشيرنوميردين القول هل ان القوة الدولية يجب أن تكون مدنية أو مسلحة، وقال: "إن المسألة الرئيسية هي ان تتمكن هذه القوات من ضمان عودة آمنة للاجئين وضمان عيشهم في سلام في كوسوفو. وهذه هي المسألة المطروحة: تمكين هؤلاء الناس من العودة إلى ديارهم. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، علينا أن نخلق الظروف المؤاتية. والظرف الذي يمكن ان يخلق هذه الظروف هو القوات الدولية. إنما بأية امكانات وبأية احتمالات، شبه عسكرية او عسكرية أو مدنية، هذه الأمور بالطبع رهن التفاوض".