} أصدرت محكمة يمنية أمس أحكاماً قضت باعدام ثلاثة متهمين والسجن 20 عاماً لمتهم رابع وبراءة عشرة متهمين ينتمون الى تنظيم اسلامي متشدد يسمى "جيش عدن - أبين الاسلامي". أعلنت محكمة مودية الابتدائية في محافظة أبين شمال شرقي عدن ان الاحكام التي اصدرتها على المتهمين في "جيش عدن" جاءت وفق الثبوتية التي توافرت لديها في ضوء لائحة الاتهام المقدمة من النيابة العامة في 11 كانون الثاني يناير الماضي والتي وجهت للمتهمين ال14 تهمة خطف السياح الغربيين 16 سائحاً في 27 كانون الأول ديسمبر العام الماضي ومقاومة السلطات في مديرية مودية في محافظة أبين وقتل أربعة سياح 3 بريطانيين وسائح استرالي وتنظيم وتشكيل عصابة مسلحة بهدف التخريب في البلد. وقضت الأحكام وفقاً للقوانين اليمنية بما فيها قانون الخطف الصادر العام الماضي باعدام زين العابدين أبو بكر المحضار أبو الحسن زعيم المجموعة واثنين من رفاقه أحدهما تونسي الجنسية ويدعى حسين محمد صالح أبو هريرة والثاني يمني وهو أحد مؤسسي "جيش عدن الاسلامي" ويدعى عبدالله صالح الجنيدي، والسجن 20 عاماً للمتهم أحمد محمد علي عاطف. وقضت الأحكام الأخرى ببراءة عشرة متهمين تسعة منهم فارين والعاشر مثل حضورياً. وهؤلاء هم علي عوض باراسين، سعيد أحمد الفياضي، اوسان أحمد صالح، جلال الخضر الحاج، علي أحمد حيدرة، محمد علي الحمال، سالم الفياضي، "أبو عبيدة"، سالم البدوي، سعد محمد علي عاطف. وقررت المحكمة مصادرة المضبوطات التي وجدت في حوزة المتهمين وقبول الاستئناف للاحكام بناء على طلب هيئة الدفاع أربعة محامين كانت المحكمة نصبتهم في جلساتها الأولى. واعتبر المحامي محمد سيف ثابت في تصريح الى "الحياة" أمس بعد النطق بالاحكام: "انها أحكام باطلة.. باطلة.. باطلة لأنها لم تستند الى الوقائع وأقوال الشهود وهذه الأحكام في حق المحكوم عليهم بالاعدام والسجن استندت الى اعترافات متهم واحد والى أدلة ضد متهم واحد يقصد زين العابدين المحضار. فكيف يتم تطبيقها على الآخرين؟". أما "ابو الحسن المحضار" فقال في تصريح الى "الحياة" في قاعة المحكمة بعد النطق بالحكم، ان ولاية المحكمة غير شرعية ديناً و"لهذا فإن الاحكام باطلة شرعاً. ان الحكم عليّ بالاعدام يعتبر شهادة في سبيل الله". وأضاف: "القضاء اليمني غير مستقل وهذه الأحكام صدرت بقرارات سياسية مسبقة". وهل يعترف بما قام به في ضوء الأحكام الصادرة أمس، قال "أبو الحسن": "بعيداً عن كل هذا، ما قمت به كان واجباً فرضه الاسلام. والاسلام لا بد وأن ينتصر على الغرب بحلول الألفية الثالثة. وسيملك المسلمون السلاح النووي والقوة العسكرية حتى يمكننا الانتصار". وتابع: "إذا تسنى لنا قيام دولة اسلامية سنمنع البوارج الأميركية من عبور باب المندب". وكان المتهمون الخمسة الذين مثلوا حضورياً وصلوا الى قاعة المحكمة في ظل حراسة أمنية مشددة. وكانت سيارتان للشرطة تحملان مدافع رشاشة، فيما كان عدد من الجنود منتشراً أمام قاعة المحكمة يحمل قاذفات "آر بي جي". ولوحظ عدم حضور أي ممثل للسفارة البريطانية أو السفارات الأجنبية في صنعاء جلسة النطق بالحكم خصوصاً سفارات الدول التي تعرض رعاياها للخطف والقتل في هذه القضية، بالاضافة الى عدم حضور الصحافة الأجنبية. وهو عكس ما حدث في أول جلسة للمحكمة في هذه القضية. كما لوحظ أن المتهمين لم يقاطعوا القاضي نجيب القادري، رئيس المحكمة، اثناء النطق بالاحكام، ولم ينددوا بها بعد صدورها. وكانت الابتسامة لا تفارقهم. وكانت السلطات المحلية في محافظة أبين توقعت تجمعات صغيرة لأهالي المتهمين. غير أن شيئاً من ذلك لم يحدث. وسارت الأمور في شكل طبيعي.