شكل المؤتمر السادس للاتحاد الكشفي للمغرب العربي الذي نظم في مطلع هذا الشهر في الرباط مناسبة لتدارس التوجهات الكبرى للاتحاد وسبل تنمية الكشفية في أقطار المغرب العربي وعلاقتها مع المنظمتين العربية والعالمية. كما كان فرصة لبحث طرق تفعيل هذه المؤسسة التي يعود تاريخ انشائها الى 30 كانون الأول ديسمبر 1958، خصوصاً في الظروف الراهنة. شارك في المؤتمر ستون شاباً مغاربياً يحملون هموماً مشتركة تتجسد في تقوية بنيات هذه المؤسسة التي تعتبر أول مؤسسة شبابية تم احداثها على مستوى دول اتحاد المغرب العربي. وبحث المؤتمرون طرق إرساء قواعد للتعاون المشترك مع تقويم حصيلة الاستراتيجية الكشفية في ملفات الدول وتوحيد المصطلحات ودعم النشاطات الميدانية المشتركة. وعكفوا على إعداد مشروع كشفي مغاربي. واستحضر المشاركون اللحظات التاريخية التي تجسد فيها تأسيس الاتحاد الكشفي المغاربي، وتبادلوا وجهات النظر والخبرات وتحاوروا في المستجدات التي لحقت بالحركة الكشفية على مستوى الدول المغاربية. وكان المؤتمر فرصة لاستعراض المنجزات التي تحققت الى الآن وتعزيز أواصر التعاون بين الجمعيات الكشفية. ولم تغب عن الشباب في المؤتمر ضرورة تطوير آليات هذه المؤسسة حتى تقوم بدورها التربوي واستثمار الشعار الذي رفعه المؤتمر وهو "آفاق الحركة الكشفية المغاربية في مطلع القرن الحادي والعشرين" وفق روح التربية الكشفية. وعبروا على الاستعداد لمواجهة التحديات التي ستفرضها الألفية الثالثة، وانطلقت بوادرها مع قرب انتهاء هذا القرن، خصوصاً ما اصطلح عليه بالعولمة. وجاء في كلمة وزير الشبيبة والرياضة المغربي الذي حضر الافتتاح ان شعار المؤتمر يعكس الارادة الصادقة لتفعيل مؤسسات العمل الكشفي في أقطار المغرب العربي وتمكين الاتحاد من استراتيجية عمل مستقبلية مركزة. وقال ان الوعي سيمكن لا محالة من دعم التواصل بإرادة جديدة وقوية وتمهيد السبل الكفيلة بأعداد شبابنا للمستقبل. ومما أكد عليه ان ميزة العمل الكشفي تدعو الى التعايش والتسامح والاهتمام بتربية الأجيال. وشدد في هذا السياق على ان التنظيمات الكشفية مدعوة باستمرار الى ترسيخ قيم التسامح الفكري وتهيء الأجيال لما فيه خير وطنهم وعقيدتهم. وتمت الإشارة في المؤتمر الى الظروف والاكراهات التي حالت دون تحقيق الاتحاد الكشفي المغاربي لعدد من نشاطاته وبرامجه التي أعدها. وخطط لها في مؤتمرات سابقة، من ضمنها على الخصوص انتقال رئاسة الاتحاد من بلد الى آخر في مدة وجيزة وتشتت وثائقه ما جعل البعض يطالب باحداث كتابة دائمة للاتحاد حفاظا على هذه المؤسسة وضماناً لاستمراريتها. وترفع المؤتمر عن كل الحزازات وخلق جواً من التآخي والتفاهم والتآزر والرغبة في مواصلة ما بدأه جيل 1958 ونقله الى الأجيال الصاعدة، خصوصاً ان الحركة الكشفية هي حركة تربوية تطوعية خارج الاطار السياسي، ولها أهداف نبيلة تحقق الإخاء والتواصل ونهج سبيل الشرف والصدق والاخلاص والأمانة. كما ان أهدافها تتجسد في تكريس روح المسؤولية محلياً ووطنياً وإقليمياً وعالمياً. والعمل الكشفي له طقوسه وقوانينه التي تقوم على تنشئة الشباب على تربية متكاملة بدنياً وروحياً وعقلياً واجتماعياً، وهو نظام متقدم للتربية الذاتية.