أصدر الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عفواً عن نحو 4 آلاف سجين من سجناء الحق العام، فيما تستمر قوات الجيش بحملة تمشيط واسعة في شرق البلاد قتل خلالها 20 اسلامياً متشدداً بينهم "امراء" مناطق. أذيع في الجزائر امس ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أصدر، قبل ساعات من إلقائه خطاباً الى الأمة، عفواً عن نحو 4 آلاف سجين دينوا بجرائم عادية. وأوضحت "وكالة الانباء الجزائرية" ان غالبية الذين شملهم العفو "شبان من عائلات فقيرة، وان العفو يستهدف منحهم فرصة جديدة لإعادة بناء حياتهم، ويشاركوا في بناء مرحلة جديدة، مرحلة العدالة والأمن والجهد الخلاق". وتوقعت مصادر جزائرية مطلعة ان يعلن بوتفليقة في خطابه الذي من المقرر ان يكون ألقاه مساء أمس اجراءات تهدئة تليها خطوات عملية تطول بعض قيادات "الجبهة الاسلامية للانقاذ" خصوصاً الشيخ علي بن حاج الذي قد ينقل من سجنه في البليدة الى "إقامة محروسة" لتمكين عائلته من العيش معه. وتكهنت باحتمال دعوته الى مصالحة وطنية تعقد في تشرين الثاني نوفمبر المقبل، في الذكرى ال45 لعيد الثورة، بمشاركة كل الاحزاب، مشيرة الى ان التحضيرات لهذه الندوة ستكون تحت اشراف "لجنة الحوار والمصالحة الوطنية" التي يرأسها السيد عبدالحميد مهري. ولم تستبعد المصادر نفسها ان تشهد الأيام القليلة المقبلة بيانات مساندة لخطاب بوتفليقة من الجناح الغربي ل"الجيش الاسلامي للانقاذ" الذي أعلن هدنة في تشرين الأول اكتوبر 1997، الى جانب مجموعة من الاعضاء المؤسسين ل"الجبهة" مثل الشيخ أحمد مراني الذي أصدر أخيراً كتاباً بعنوان "الفتنة" اتهم فيه الشيخ عباسي مدني ب"حب التسلط" و"الزعامة". واعتبرت الصحافة الجزائرية الصادرة امس خطاب بوتفليقة "برنامج عمل". ووصفت صحيفة "صوت الاحرار" الناطقة باسم حزب جبهة التحرير هذا الخطاب ب"خطاب القرارات الحاسمة". ويتزامن خطاب الرئيس الجزائري مع عمليات تمشيط واسعة بدأتها قوات الجيش مدعمة بالطائرات المروحية الثلثاء الماضي وأدت الى مقتل 20 مسلحاً بينهم 6 "امراء". وبحسب مصادر اعلامية متطابقة فإن العملية انطلقت بناء على معلومات قدمها احد القريبين من "أمير" منطقة باتنة نبيل صحراوي الملقب بأبي ابراهيم مصطفى الذي يتزعم مجموعة مسلحة تقدر ب40 عنصراً في جبال ستيلي على بعد 40 كلم من باتنة. وأوضحت المصادر ان القوات الأمنية حصلت على معلومات عن اجتماع ل"أمراء" منطقتي مسيلة والجلفة، مما سمح بالقضاء على ستة "امراء" بينهم "أبو عبدالرحمن" و"أبو أيوب" اللذان ينتميان الى مجموعة جماعة مؤتة التي تنشط في منطقتي وسارة والجلفة، وأجمعت التقارير الأمنية ان الجيش لا يزال يحاصر جبال وستيلي، وانه تمكن من مصادرة كمية من الأسلحة ووثائق بينها رسائل موجهة الى أمراء الجماعة الاسلامية المسلحة، تدعوهم الى مبايعة الأمير الجديد ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عبدالمجيد ديشو. الى ذلك أعلن رئيس المكتب الولائي لرابطة حقوق الانسان في ولاية غليزان، في ندوة صحافية الخميس الماضي، ان ما قام به رئيسا بلديتي غليزان وجديويه من رجال "الدفاع الذاتي" من خطف وقتل كان بدعم من السلطات المحلية وبعض الوزراء متهماً بالاسم الوالي وقائد الناحية العسكرية الثانية