نفت "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الجزائرية أنباء عن خلافات داخلها كانت وراء تنحي حسان حطّاب عن إمارتها وتولي عبدالمجيد ديشو ابو مصعب قيادتها. وأكدت هذه الجماعة في بيان وقّعه ديشو بتاريخ الاربعاء 19 محرّم 5 ايار/مايو الجاري وتلقته "الحياة" أمس، ان حطاب لم يطحه "انقلاب"، مثلما تكهنت صحف جزائرية. وجاء هذا التوضيح بعد أيام من التكهنات في وسائل الاعلام الجزائرية في شأن حقيقة تخلي حسان حطاب ابو حمزة عن إمارة "الجماعة السلفية". وبحسب هذه التكهنات، فإن ديشو انقلب على حطاب واطاحه، وان الأخير موضوع على الأرجح في الإقامة الجبرية. لكن بيان ديشو، وهو إمام مسجد في منطقة برج منايل شرق العاصمة، نفى في شكل قاطع هذه التكهنات. واعتبر البيان المؤلف من ثلاث صفحات، ان اجتماع جماعات عدة أخيراً لتنصيب ديشو أميراً خلفاً لحطاب "أطاح مطامح" الحكم الجزائري ب"بناء جزائر ما بعد الارهاب". وتساءل "على ماذا وقع هذا الانقلاب؟"، ورد على ذلك بالقول: "إن كان على إمارة المنطقة الثانية التي يتولاها حطاب فهي كذبة صريحة، فإن الأخ ابا حمزة حطاب كان أميراً عليها ولا يزال. وأما إن كان على الجماعة السلفية للدعوة والقتال، فكان حطاب فيها موقتاً الى غاية ما يجتمع كل الأطراف. واصطلح الجميع على تأمير الأخ عبدالمجيد ابو مصعب. وليس ثمة انقلاب، ولا يزال الاخوان جنباً الى جنب". وعلّق ديشو على الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الجزائر والتي وصل بنتيجتها وزير الخارجية السابق السيد عبدالعزيز بوتفيلقة الى سدة الرئاسة. واعتبر ان الحديث عن انتخابات نزيهة "اكذوبة"، وان "توجيه" الاقتراع لمصلحة بوتفليقة "دليل واضح على الانقلاب". وشككت مصادر في "الجماعة السلفية" في معلومات اوردتها صحف جزائرية أمس عن مقتل 20 مسلحاً من مسلحي حطّاب في عملية للجيش الجزائري في غابة سيدي علي بوناب في ولاية تيزي وزو. وقالت رويترز صحيفتا "ليبرتيه" و"لاتريبون" ان القوات الحكومية تحاصر ايضاً مقاتلين، يعتقد بأن حطاب بينهم، من هذه الجماعة المتشددة في غابة سيدي علي بوناب على مسافة 90 كيلومتراً شرق العاصمة. وذكرت "رويترز" ان هذا الهجوم الذي بدأ السبت على معاقل الجماعة هو الأكبر للجيش منذ انتخاب بوتفليقة رئيساً في 15 نيسان ابريل الماضي. وشنت "جماعة الدعوة والقتال" في الاشهر الاخيرة سلسلة من الهجمات ونصبت العديد من الكمائن انطلاقا من غابة سيدي علي بوناب ومعاقل اخرى للجماعة في تيزي وزو ومنطقتي البويرة وبومرداس المجاورتين. وقالت "لاتريبون": "قتل 20 مسلحاً اسلامياً منذ بدأت عملية الجيش يوم السبت. وتحولت معظم الجثث الى اشلاء نتيجة للقصف العنيف من طائرات الهليكوبتر الحربية". وذكرت "ليبرتيه" ان القوات الحكومية تحاصر مجموعة من مقاتلي "الدعوة والقتال" وقائدهم حسان حطاب. ولم تذكر الصحيفتان حصول خسائر في صفوف القوات الحكومية، في حين نشرت صحيفة "الوطن" ان ثلاثة جنود من القوات الحكومية قتلوا وأصيب جندي اخر عندما انفجرت قنبلة وضعت على طريق أثناء مرور قافلة عسكرية قرب قرية تكسانة في ولاية جيجل على مسافة 220 كيلومتراً شرق العاصمة.