تصدعت الحكومة الروسية بعد أيام على تشكيلها، وأثارت استقالة النائب الأول لرئيسها ميخائيل زادورنوف ردود فعل واسعة وأكد معظم السياسيين ان رئيس الوزراء سيرغي ستيباشين يواجه خيارين: اما الاستقالة وإما البقاء "دمية تحركها الخيوط". وأوضح زادورنوف انه كان اتفق مع رئيس الوزراء على ان يحتفظ بوزارة المال بعد تعيينه نائباً اول، الا ان الكرملين فاجأ الرجلين باسناد الوزارة الى وكيلها ميخائيل كاسيانوف. وبعد احتجاج ستيباشين بدا ان رئيس الدولة تراجع عن موقفه الا انه لجأ الى تعيين قائم بأعمال وزير المال، ما جعل الوزارة تحت اشراف ثلاثة مسؤولين، ودفع زادورنوف الى تقديم استقالته التي قبلت فوراً. وأكد زعيم كتلة "يابلوكو" الاصلاحية غريغوري ياتلينسكي ان ستيباشين "ليس حراً" في ادارة الحكومة، وان ثمة من "يحرك الدمى"، وتوقع ان الوزارة الحالية لن تدوم طويلاً مشيراً في الوقت ذاته الى ان ما يجري في موسكو دليل على "احتضار نظام يلتسن" وبرهان على ان روسيا فقدت ما تبقى لها من سمعة. ويجمع المراقبون على ان وراء اقالة زادورنوف "المكتب السياسي المصغر" المؤلف من ابنة الرئيس، تاتيانا، ومدير ديوانه الكسندر فولوستين اللذين يعملان بإيحاء من البليونيرين اليهوديين بوريس بيريزوفسكي وروسان ابراوموفيتش اللذين يقال انهما "مصدر تمويل العائلة" الرئاسية. ولفتت صحيفة "سيفودينا" الى ان هذا الثنائي تمكن حتى من السيطرة على اهم مرافق الحكومة و"جيوبها" فقد عين "رجال" بيريزوفسكي وابراوموفيتش في اهم المناصب. وحاول رئيس الوزراء الحد من نفوذ "المكتب السياسي" باسناد موقع مهم الى زادورنوف، ولكن التطورات الاخيرة برهنت ان ستيباشين خسر أول معركة مهمة مما دفع صحيفة "كويرسانت" المتنفذة الى التأكيد على انه "لم يعد رئيساً فعلياً للحكومة".