صدر عن وزارة الداخلية المصرية اخيرا تقرير أكد ارتفاع معدل حوادث قتل الازواج على يد زوجاتهم خلال العام 1998، اذ بلغ عددها 21 حادثا، مقابل 18 في العام 1997. وبلغ مجموع هذه الحوادث في السنوات الخمس الاخيرة 96 حادثاً. وذكر مصدر أمني إن هذه الحوادث تشمل جميع جرائم قتل الازواج على يد زوجاتهم، سواء كان ذلك من دون قصد أو مع سبق الاصرار والترصد، مشيراً الى أن بعض المشاجرات الزوجية تنتهي بجريمة قتل الزوجة أو الزوج. واضاف أن القاهرة هي اكثر المحافظات التي تشهد مثل هذه الحوادث بسبب الكثافة السكانية العالية وتعقد المشاكل الاجتماعية، بينما تقل في محافظات الصعيد، وتكاد تكون معدومة في المحافظات النائية، مثل الوادي الجديد ومرسى مطروح والبحر الاحمر وسيناء. من جهة اخرى، نشرت الباحثة في المركز القومي المصري للبحوث الاجتماعية والجنائية الدكتورة فادية أبو شهبة احدث دراسة اجتماعية ميدانية عن جرائم قتل الازواج على يد زوجاتهم في مصر، تناولت ظروف قتل 140 سيدة ازواجهن بين عامي 1989 و 1992. وتشير الباحثة الى أن 48 في المئة من مرتكبات هذه الجرائم تتراوح اعمارهن بين 20 و40 عاما، وأن 57 في المئة من هذه الجرائم وقعت داخل منزل الزوجين، و52 في المئة منها نهارا. ووجدت الدراسة أن 81 في المئة من المتهمات لا يعملن، وأن 19 في المئة من الجانيات مثلن بجثث ازواجهن، في حين أن اقل نسبة من هذه الجرائم يقع يوم الجمعة، وغالبيتها في فصل الصيف، خصوصا في شهر آب اغسطس، واقلها في كانون الاول ديسمبر. وقالت ابو شهبة ان 58 في المئة من القاتلات عشن ظروفاً انسانية صعبة مثل فقدهن الوالدين، وأن 6،44 في المئة منهن حكم عليهن بالاشغال الشاقة المؤبدة. واضافت ان الدراسة أكدت ان 11 في المئة من القاتلات قمن بتنفيذ الجريمة متأثرات بمسلسلات اذاعية، و 48 في المئة بمسلسلات تلفزيونية تتضمن مشاهد عنف، و4 في المئة بمشاهد عنف في أفلام سينمائية، و2 في المئة بعد قراءة تقارير اخبارية عن حوادث مشابهة في الصحف. وتؤكد الباحثة أن 30 في المئة من الجانيات ارتكبن الجريمة بسبب ارتباط ازواجهن بزوجات اخريات، وأن السكين هي اداة الجريمة الاولى، يليها سم الفئران والخنق والحرق، فيما استعانت 48 في المئة من القاتلات بشريك لهن لارتكاب الجريمة. ويقول الدكتور سيد صبحي، رئيس قسم الصحة النفسية في جامعة عين شمس، أن تحقق الارتياح العاطفي بين الزوجين قبل الزواج كفيل بمساعدتهما على تلافي أي مشاكل تواجههما بعد الزواج. ويضيف أن "المشكلات الاقتصادية تؤدي الى حدوث مشكلات عدة بين الزوجين، ولذلك اصبح الزوجان اكثر عنفا من ذي قبل. وبعد أن كانت المرأة لا ترتكب جريمة قتل اصبحت الآن ترتكب ابشع الجرائم خصوصا اذا تعرضت لضغوط نفسية من جانب الزوج، فلا تجد مفرا من ارتكاب هذه الجرائم، لا سيما وان العنف الذي تعرضه وسائل الاعلام يعرّف النساء على اساليب حديثة في ارتكاب مثل هذه الجرائم". أما استاذ التفسير في جامعة الازهر الدكتور محمد اسماعيل، فيقول: "على المرأة اذا فشلت في معاشرة زوجها أن تسعى الى الانفصال عنه بالمعروف". ويطالب في الوقت نفسه الزوج بأن "يرعى زوجته ويحرص على عدم ايذائها بدنياً ونفسياً حتى لا تصل الأمور بينهما الى حد أن يقتل احدهما الآخر".