شن جيش تحرير كوسوفو هجمات متواصلة بدأها الأربعاء على مدى عشر كيلومترات في المناطق الحدودية بين كوسوفو وألبانيا، فيما أعلن الحلف الاطلسي انه صعد غاراته الجوية لتشمل معظم المرافق العسكرية في يوغوسلافيا، واعترفت فرنسا بأنها فقدت طائرة عسكرية من دون طيار. وقعت معارك عنيفة داخل اقليم كوسوفو بين القوات الصربية ومقاتلي جيش التحرير قرب الحدود مع ألبانيا وأصيب احد الصحافيين الأجانب. وشن جيش التحرير هجوماً واسعاً بدأه الأربعاء على مدى عشرة كيلومترات في منطقة الحدود. في الوقت نفسه أعلن الحلف الأطلسي انه صعد غاراته العسكرية، وفقدت فرنسا طائرة من دون طيار، وأنه قرر ارسال 14 ألف جندي إضافي الى مقدونيا. وذكر بيان نشرته امس وكالة "كوسوفا برس" ان "25 جندياً صربياً قتلوا خلال ال24 ساعة الاخيرة". وأشارت الوكالة الى ان أعنف القتال دار في قريتي باتينا وراشا غرب الاقليم وان مقاتلي جيش التحرير "زرعوا مناطق عدة بالألغام ما أدى الى تدمير عدد كبير من العربات العسكرية الصربية وقتل وجرح من كان فيها". وتواصل نزوح ألبان كوسوفو الى ألبانياومقدونيا وأكد لاجئون عبروا الحدود المقدونية امس ان القوات الصربية "اخلت جميع القرى الواقعة في محيط بريشتينا لمسافة عشرة كيلومترات من سكانها الألبان". ومن جهة اخرى نشرت صحيفة "كوخاديتورا" الألبانية التي كانت تصدر في كوسوفو وتطبع حالياً في مقدونيا بمساعدة جهات دولية وتوزع مجاناً في المخيمات تصريحات أدلى بها السياسي الألباني آدم ديماتشي ذكر فيها انه "عندما بدأ القصف الاطلسي كان يعتقد ان الصرب سيرضخون في مدى سبعة ايام". وذكرت الصحيفة ان ديماتشي لا يزال في بريشتينا وانه حمل الحلف الأطلسي مسؤولية تمكين الصرب من مواصلة التطهير العرقي "لأنه لم يرسل قوات برية الى كوسوفو". واعتبر ديماتشي ان الحلف ارتكب اخطاء كبيرة وتجنب مساعدة الألبان بصورة مباشرة "ما ادى الى احباط القيادات الألبانية وانشقاقها وهو ما يبدو جلياً بين ابراهيم روغوفا وجيش تحرير كوسوفو ووجود حكومتين للألبان في المنفى". واستقبل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين أمس المسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم تاتشي والقائد المعتدل لألبان كوسوفو ابراهيم روغوفا كلاً على حدة وقوّم مع كل منهما تطورات نزاع كوسوفو. ونفى مصدر فرنسي مطّلع ان يكون هناك تزامن متعمد في اللقائين بين المسؤولين المتنافسين وقال ان وجودهما في باريس في اليوم نفسه واستقبال فيدرين لكل منهما مجرد صدفة. ووصل تاتشي الى باريس في مستهل جولة يقوم بها على عدد من العواصم الأوروبية، في حين ان روغوفا كان دُعي لزيارة العاصمة الفرنسية منذ مغادرته بريستينا وانتقاله الى ايطاليا. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية آن غازو - سوكريه انه من المهم بالنسبة الى فرنسا "تقويم الموقف في كوسوفو ومناقشة احتمالات الخروج من الأزمة مع ممثلي مختلف الاتجاهات السياسية" الألبانية. وتعتبر فرنسا ان روغوفا "محاور مفيد وأساسي". وفي بروكسيل أعلن حلف شمال الاطلسي امس الخميس انه صعد حملته الجوية على يوغوسلافيا، محققاً رقماً قياسياً في عدد الطلعات ومشدداً هجومه على القوات الصربية في كوسوفو. وذكر التحالف الغربي ان طائراته خرجت الاربعاء في 741 طلعة وهو اكبر عدد من الطلعات تقوم به طائرات الحلف في يوم واحد منذ بدء الحملة في 24 آذار مارس. وتابع الحلف في بيان ان الطائرات شنت 308 طلعات هجومية وهو رقم قياسي ايضا بالاضافة الى 74 طلعة استهدفت تعطيل الدفاعات الجوية الصربية. وقال البيان ان وحدات القوات البرية الصربية التي هاجمها الحلف في كوسوفو شملت عشرة مواقع للمدفعية وثماني ناقلات جند مدرعة وخمس دبابات على الأقل وأربعة مواقع للمدفعية المضادة للطائرات وعدداً من مواقع الهاون وطائرتي نقل خفيفتين طراز "انطونوف كولت" ومنصة متنقلة لاطلاق صواريخ ارض - جو من طراز اس. ايه. 6 وموقعاً للرادار وعدداً من السيارات العسكرية.