صعدت القوات الصربية قصفها العنيف للقرى الألبانية في مناطق كوسوفو المحاذية للحدود مع مقدونيا، فيما اعتبر مراقبون ذلك بأنه عقاب من بلغراد لمقدونيا على سماحها لقوات حلف شمال الاطلسي بالانتشار في اراضيها. وذلك من خلال اغراقها باللاجئين. وحشد الصرب وحدات مدرعة من قواتهم في منطقة اوراخوفاتس غرب الاقليم التي شهدت اشتباكات عنيفة بين ميليشيات صربية ومقاتلين البان، اسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين الطرفين. وأجرى الوسيط الاميركي كريستوفر هيل امس الاثنين، محادثات مع القيادات السياسية والعسكرية الألبانية في كوسوفو. وذكر المركز الاعلامي الألباني انها "تناولت المساعي المبذولة لايجاد تسوية سلمية لمشكلة الاقليم خلال المفاوضات التي تستأنف في فرنسا منتصف الشهر الجاري". وبحث هيل ايضاً تنفيذ الاتفاق الذي تم في رامبوييه بحضور وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت "حول تشكيل حكومة موقتة في الاقليم". وتسود التوقعات ان تكون الحكومة برئاسة الناطق الرسمي باسم جيش تحرير كوسوفو ياكوب كراسنيجي. وأضاف المركز الاعلامي الألباني ان الزعماء السياسيين والعسكريين لألبان الاقليم ابلغوا هيل ان "من المتعذر التشاور الشامل في شأن خطط التسوية السلمية في وقت يتصاعد التوتر نتيجة العنف الصربي في الاقليم". وذكرت وكالة "كوسوفا برس" الناطقة باسم جيش التحرير، ان المقاتلين الألبان "شكلوا وفداً برئاسة هاشم تاتشي لزيارة الولاياتالمتحدة تلبية لدعوة الادارة الاميركية". ويذكر ان تاتشي رأس الوفد الألباني المفاوض في رامبوييه. وانتقل من هناك الى ليوبليانا عاصمة سلوفينيا. وذكرت مصادر جيش التحرير انه "ارتأى عدم العودة كي يجري اتصالات دولية خلال الفترة التي تسبق استئناف المفاوضات". العرض الاميركي وأفاد مراقبون وديبلوماسيون ان من المتوقع ان تعرض الادارة الاميركية على وفد المقاتلين الألبان "اعترافها بشرعية جيش التحرير في مقابل تخليه عن الاستقلال في الظروف الراهنة". وواصلت المدفعية الصربية قصف قرى البانية متاخمة للحدود مع مقدونيا لليوم الرابع على التوالي، ما اسفر عن عبور اكثر من الف و500 الباني الحدود الى مقدونيا وبقاء حوالى 3 آلاف آخرين محاصرين في الشريط الحدودي. وجاء امتداد القصف الصربي الى مناطق الاقليم القريبة من الحدود مع مقدونيا متزامناً مع ما اعلنته بلغراد انها "ستعاقب سكوبيا بكل السبل المتاحة كي تدرك الخطأ الفادح الذي ارتكبته بالسماح لقوات الحلف الاطلسي بالانتشار في اراضيها وتهديد يوغوسلافيا". وتصاعد التوتر في منطقة اوراخوفاتس جنوب غربي بريشتينا. وأفاد المراقبون الدوليون ان الصرب حشدوا وحدات مدرعة في المنطقة التي تشهد اشتباكات بين ميليشيات صربية ومقاتلين البان "سقط خلالها ما لا يقل عن 12 شخصاً بين قتيل وجريح في صفوف الجانبين". وكان مقهى يرتاده الألبان في بريشتينا تعرض لاطلاق نار من اسلحة رشاشة ليل أول من امس، ما اسفر عن مقتل الباني وجرح ثلاثة آخرين.