أعلن رئيس مجلس ادارة شركة طيران الشرق الأوسط "ميدل إىست" محمد الحوت ان "نتائج اعمال الشركة لعام 1998، اظهرت انخفاضاً في مجموع الخسائر فاق نسبة ال50 في المئة، وتراجعاً في حجم الخسائر التشغيلية بنسبة 39 في المئة". وجاء كلام الحوت في حديث الى "الحياة" على هامش الرحلة الرسمية الاولى للشركة الى طهران، مع استئناف الخط الجوي إلى إيران بعد انقطاع استمر 30 عاماً. وقال إن "هذه النتائج والارقام تجيب على الحملات التي شُنت على الخطة التي وضعها مجلس الادارة بعد شهرين من تسلمه مهماته، ووضعت الشركة على السكة الصحيحة". وأضاف انه "كان في امكان الشركة ان تخفّض خسائرها الى 22 مليون دولار في 1998 لو لم تعتمد سياسة الاجواء المفتوحة". وأكد ان "لدى الشركة امكانات هائلة لزيادة النمو وتحقيق الارباح. ولم نقبل تولي مسؤولياتنا، إلا لأننا كنا واثقين من امكانات الشركة". وأشار الحوت إلى ان "الشركة تعاني من بعض المشاكل"، وطالب "الجميع بمواجهتها والتضافر لحلّّها"، رافضاً "الدوران حول هذه المشاكل". وأكد أن "النتائج المالية اثبتت نجاح اداء ادارة الشركة من خلال الخطة الموضوعة". وشدد على ان "متابعة تنفيذ هذه الخطة سينقل الشركة الى تحقيق الارباح السنة المقبلة". وتعهد ان تحقق الشركة أرباحاً سنوية تراوح "بين 30 و40 مليون دولار" في حال تبني مطالب الادارة والسعي الى تطبيقها". وعرض الحوت المشاكل التي تتخبط فيها الشركة، وأولها فائض الموظفين. وقال: "إننا لا نطالب بصرفهم، بل نقول ان هذا الفائض هو إحدى المشاكل. فهناك من قال بتوسيع الشركة لاستيعاب هذا الفائض، وهذا الكلام مع احترامنا لمن اقترحه لا يستند الى وقائع، ولم يلقَ استحساناً من خبراء عرب وأجانب في هذا الحقل، فيما اعتبره بعضهم مزاحاً. ولنفترض اننا نريد مضاعفة حجم الاسطول من تسع طائرات الى 18، فإن هذا الاجراء لا يستوعب اكثر من 200 موظف من مجموع موظفي الارض". وأضاف "اما المشكلة الثانية فهي انتاجية الطيارين"، مشيراً إلى "تمتع هؤلاء بمستوى فني متقدم يضاهي المستويات العالمية وذلك بفضل الطيار اللبناني وبفضل الشركة التي تعتمد برامج تدريبية متطورة وإدارة حازمة في هذا الشأن". ولفت الى ان "الطيار اللبناني يؤمن 60 ساعة طيران حسابية شهرياً، أي ما يوازي نحو 40 ساعة فعلية، إذ تحتسب ساعة الليل ساعة ونصف. في حين ان طياري الشركات الاجنبية يؤمنون بين 70 و75 ساعة". وأكد "استعداد الادارة لقيام حوار جدي مع الطيارين لحل هذا الموضوع، فضلاً عن العمل على تعديل بعض قوانين الطيران المدني التي أصبحت قديمة في الوقت الذي تطورت التشريعات في العالم مع تطور أنواع الطائرات". أما المشكلة الثالثة فهي سياسة الاجواء المفتوحة التي قررها مجلس الوزراء، وقال الحوت إن "هذا القرار لم يأتِ ضمن خطة متكاملة. وأثبت انه لم يؤدِ الى الهدف وهو الانعاش الاقتصادي وزيادة الحركة في مطار بيروت الدولي". وأضاف ان "هذه السياسة طُبِّقت صيف عام 1998، ولم نتوصل الى النتائج المرجوة اقتصادياً اذ ان السعة المعروضة من الشركات الاجنبية قد زادت بنسبة 34 في المئة، فضلاً عن ان الحركة في المطار لم تزد الا بنسبة 7.2 في المئة. فكانت النتيجة الوحيدة لذلك خسارة ال"ميدل إيست" 20 مليون دولار". وأعرب الحوت عن اسفه "لفتح الاجواء السنة الجارية على مصراعيها مع تمديد فصل الصيف، إذ حُدد من اواخر آذار مارس حتى تشرين الاول اكتوبر، علماً أن الصيف يبدأ في تموز يوليو وينتهي في أيلول سبتمبر". وقال إن هذا التمديد "يخالف قرار مجلس الوزراء الذي حدد أشهر الصيف الثلاثة فقط". وتحدث عن المشاريع المطروحة لتخصيص الشركة. وأكد ان "الشركة قابلة للربح والحياة والاستمرار، ما يعني انها قابلة للتخصيص وهي ليست مشروعاً فاشلاً. لكن المستثمر الذي يريد شراءها سيأخذ في الاعتبار المشاكل التي تعانيها. وإذا لم نتمكن من حلّها، فإنه سيتراجع عن ذلك. وهناك سؤال آخر يطرح، عما إذا كان يُسمح لغالبية أجنبية بتملك الشركة؟ الجواب عن ذلك يرتبط بالقرار السياسي، علماً أن لا علاقة لي بموضوع التخصيص وهو يعود الى مالك الاسهم وهو مصرف لبنان".