لمح رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد الى احتمال ارجاء محاكمة زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان التي كان من المقرر ان تبدأ الاثنين المقبل، ريثما يتم ادخال بعض التعديلات على النظام القضائي تتيح للزعيم الكردي المثول أمام قضاة مدنيين لا عسكريين بينهم. أنقرة، ديار بكر تركيا - أ ف ب، رويترز - قال رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد في حديث الى صحيفة "ميلييت" نشر امس الاربعاء ان السلطات تدرس امكان تأجيل محاكمة عبدالله أوجلان ريثما تدخل بعض التعديلات في النظام القضائي. وأوضح: "اننا نفكر بتعديل الدستور استعدادا لإبدال القاضي العسكري بقاض مدني" في محاكم أمن الدولة التي سيمثل أمامها أوجلان. واضاف: "لكن قرار الإرجاء لا يمكن ان يتخذ من قبل اعضاء محكمة أمن الدولة المكلفين محاكمة أوجلان"، مشيرا الى ان "محامي أوجلان طلبوا هذا التأجيل". ومعلوم ان محكمة أمن الدولة مؤسسة مثيرة للجدل بسبب وجود قاض عسكري الى جانب قاضيين مدنيين في تشكيلتها. واعتبرت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان العام الماضي، ان محكمة أمن الدولة لا يمكن ان تعتبر مستقلة كليا وغير متحيزة بسبب وجود قاض عسكري فيها. وأعلن أجاويد الذي يحاول تشكيل حكومة ائتلافية تجمع حزبه، اليسار الديموقراطي والحركة القومية اليمينية المتطرفة وحزب الوطن الأم اليميني، ان التنظيمات الاخرى الممثلة في البرلمان وعدت بدعم إبدال القضاة العسكريين في محكمة أمن الدولة بقضاة مدنيين. وقال ان "مشروع القانون الاول الذي سترفعه الحكومة المقبلة الى البرلمان سيكون مشروع هذا التعديل الدستوري". وكان الرئيس التركي سليمان ديميريل أعلن في آذار مارس الماضي تأييده لتعديل هيكلية محكمة أمن الدولة استعدادا لمحاكمة أوجلان، معتبرا ان "على تركيا ان تبقى في اطار النظام القضائي الاوروبي" و"تعدل دستورها". يذكر ان محكمة أمن الدولة يمكن ان تنظر في دعاوى متعلقة بكل الجرائم التي تستهدف بشكل مباشر الدولة التركية، اضافة الى الجرائم المتعلقة بالامن الداخلي والخارجي للبلاد. وفي هذا الاطار، سيحاكم عبدالله أوجلان أمام محكمة أمن الدولة في الدائرة الثانية في أنقرة. هجوم جديد ويشن ثوار حزب العمال الكردستاني منذ 1984، تمردا مسلحا لاقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرقي تركيا حيث تعيش غالبية كردية. وقال مسؤولون امس ان الثوار الاكراد شنوا هجوماً صاروخياً خلال ليل اول من امس على مصفاة نفط في جنوب شرقي البلاد لكن لم تقع خسائر في الارواح وجاءت الاضرار محدودة. وذكروا ان ثوار حزب العمال الكردستاني اطلقوا صاروخين على مصفاة توبراس المملوكة للدولة في بلدة باتمان. لكن الهجوم فشل في إصابة صهاريج التخزين واصاب مكاتب خالية. وقال مسؤول: "لو ضربوا الصهاريج لوقعت كارثة". واستهدف ثوار حزب العمال مراراً، منشآت في حقول باتمان واديامان واطلقوا صواريخهم على بئر نفطية في آذار مارس الماضي وتسببوا في هجوم مماثل في العام الماضي في خسائر قيمتها 80 ألف دولار. وتقدر الطاقة الانتاجية لمصفاة باتمان بنحو 22 ألف برميل بترول يومياً. وكانت تركيا أعلنت أنها هزمت ثوار حزب العمال الكردستاني واجبرتهم على التقهقر الى الجبال واصابت حركتهم بالتشتت منذ ان اعتقلت زعيمها عبدالله أوجلان واتهمته بالخيانة. واسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1984 وشن حملة مسلحة تطالب بحكم ذاتي للاكراد في جنوب شرق تركيا. واختطفته القوات التركية الخاصة من كينيا في شباط فبراير الماضي ونقلته الى تركيا لمحاكمته. وتحمله تركيا مسؤولية مقتل حوالى 29 ألف شخص في الصراع.