اتجهت العلاقات الاميركية - الصينية الى مزيد من التوتر أمس نتيجة تقرير أعده الكونغرس وينشر اليوم، مفاده أن الصين سرقت أسراراً تتعلق بتصاميم أسلحة نووية اميركية، على مدى 20 عاماً وعن طريق عملاء لها في المختبرات الحكومية الاميركية. ومن المقرر ان تنشر لجنة خاصة في مجلس النواب الاميركي يرأسها كريستوفر كوكس، النائب الجمهوري عن ولاية كاليفورنيا، نسخة من التقرير تعرض تفاصيل عملية التجسس الصينية المزعومة وحصول الصين على تكنولوجيا اميركية بشكل غير مشروع. وانتقدت الصين امس التقرير الاميركي قبل نشره، معتبرة انه يهدف الى "تسميم" العلاقات بين واشنطن وبكين. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية جو بانغزاو ان "الهدف من هذا التقرير هو نشر نظرية التهديد الصيني وتغذية المناخ المناوئ للصين." وقال كوكس رداً على سؤال لمحطة تلفزيونية اميركية إن الصين ستتمكن بعد بضع سنوات من تزويد صواريخها رؤوساً نووية استناداً على تقنية اميركية. وأدت الاتهامات بالتجسس النووي التي ظهرت في آذار مارس الماضي في تسريبات نشرتها الصحف الاميركية، الى تسميم العلاقات الصينية - الاميركية المتأزمة اصلاً بسبب عدد من الخلافات بما في ذلك قصف السفارة الصينية في بلغراد الذي اكد الحلف انه وقع خطأ، فيما تؤكد الصين انه كان متعمداً. واثار هذا القصف تظاهرات ضخمة مناوئة للاميركيين في جميع انحاء الصين منذ 15 يوماً. وبدأت القصة بتحقيق لمعرفة هل ان الصين حصلت على تكنولوجيا اميركية عن طريق مشاريع تجارية استخدمت فيها شركات اميركية صواريخ صينية لإطلاق اقمار صناعية. لكن ذلك قاد الى اكتشاف عملية التجسس الصينية المزعومة على المختبرات النووية الاميركية. ووصف الجمهوريون في الكونغرس التقرير بأنه "مفزع" و"يظهر اختراقاً كبيراً للأمن القومي". وأفاد تقرير كوكس ان الصين سرقت بعض الاسرار الاميركية باختراق مختبرات أبحاث نووية منذ السبعينات وحتى منتصف التسعينات. وأضاف انها "قامت بعملية تجسس مستمرة" تستهدف المنشآت النووية الاميركية، وان الاختراق الصيني "الناجح لمعامل الأسلحة النووية استمر مدى عقود عدة. ومن شبه المؤكد انه مستمر حتى الآن". وتابع ان من بين المسروقات معلومات سرية عن سبعة رؤوس نووية اميركية ومعلومات عن تصميم قنبلة ال"نيوترون". الى ذلك، هب البيت الابيض اول من امس لنجدة وزيرة العدل الاميركية جانيت رينو التي طلب الجمهوريون في الكونغرس اقالتها لانها رفضت السماح لمكتب التحقيقات الفيديرالي بالتنصت على أفراد يشك في أنهم سلموا الصين أسراراً عسكرية أميركية. وقال الناطق باسم البيت الابيض جو لوكهارت ان "الرئيس يعتقد انه يجب ان تبقى في منصبها، وهو يثق بها ويعتقد انها كانت محقة بفتح تحقيق داخلي". وكان رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الجمهوري ريتشارد شيلبي رأى الاحد انه على جانيت رينو ومساعديها الاستقالة. اعتبر السناتور الديموقراطي عن نيوجيرسي روبيرت توريتشيللي ان رفض السماح بعمليات التنصت هذه يشكل "خطأ فادحاً في التقدير على اعلى المستويات في وزارة العدل". وقال ان هذه القضية تشكل "أخطر فشل في تاريخ الاستخبارات الاميركية".