أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية أمس ان العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين سيزور الجزائر الاثنين المقبل، تلبية لدعوة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وشهدت العلاقات بين الجزائر والاردن تحسّناً مستمراً منذ زار الرئيس السابق اليمين زروال عمان في 1997. وعقد مسؤولون بارزون ورجال اعمال من البلدين سلسلة من الاجتماعات خلال العامين الماضيين ركزت على تعزيز التعاون الاقتصادي. واوضح احدث احصاءات للحكومة الجزائرية اتيح الاطلاع عليه ان قيمة التبادل التجاري بين البلدين وصلت الى 19،1 بليون دينار جزائري 3،18 مليون دولار عام 1997. وفي تونس توقعت مصادر تونسية تنشيطاً قريباً للعلاقات مع الجزائر بعد برود استمر منذ العام 1995. وأوضحت أن نجاح المهمة التي قام بها قبل أيام الوزير الأول التونسي السابق السيد الهادي البكوش لدى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أشاعت مناخاً جديداً مهد للتفكير بتنشيط اللجنة العليا المشتركة التي يفترض ان تجتمع مرة كل سنة في احدى العاصمتين بالتناوب، إلا أن اجتماعها الأخير الذي كان مقرراً عقده في تموز يوليو 1995 ما زال مؤجلاً حتى اليوم بسبب خلافات في شأن تنفيذ اتفاقية تفضيلية للمبادلات التجارية. وأفادت المصادر ان الجزائريين ثمنوا مبادرة الرئيس بن علي ارسال البكوش الذي يعتبر من أفضل المطلعين على الملف الجزائري لتقديم التهاني الى الرئيس بوتفليقة بتسلم مهماته. كذلك سمع الموفد التونسي "كلاما ايجابيا وبناء" من الرئيس الجزائري ما يدل على أن البلدين مقبلان على طي الصفحة الماضية وفتح صفحة جديدة تعيد الى العلاقات الثنائية صفاءها السابق. يذكر انه لم يزر تونس أي وزير جزائري منذ فترة طويلة. وحتى عندما حضر وزير الداخلية عبدالمالك السلال الى قرية ساقية سيدي يوسف الحدودية التونسية في شباط فبراير الماضي للمشاركة في الاحتفالات التي تقام سنوياً احياء لذكرى الغارة الفرنسية على القرية في العام 1958 أيام حرب التحرير الجزائرية لم يكمل رحلته الى العاصمة تونس مثلما جرت العادة، ربما بسبب انشغاله بإعداد الانتخابات الرئاسية الأخيرة. إلا أن الرئيس بن علي أوفد وزير خارجيته سعيد بن مصطفى الى الرئيس السابق اليمين زروال في آذار مارس الماضي حاملاً رسالة خطية تتعلق بتنشيط العلاقات الثنائية وانعاش مؤسسات الاتحاد المغاربي. ثم أتت المبادرة الثانية المتمثلة بإيفاد البكوش الى الرئيس بوتفليقة تأكيداً للحرص التونسي على تجاوز سوء الفهم في العلاقات.