القدس - أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤولون في حزب العمل أمس ان رئيس الوزارء المنتخب ايهود باراك سيبدأ اليوم اتصالاته مع ممثلي الاحزاب الاسرائيلية لتشكيل حكومته الائتلافية المقبلة. وأمام باراك الذي حقق انتصارا كاسحا على منافسه اليميني بنيامين نتانياهو اكثر من خيار للخروج بتشكيلة حكومية تحظى بتأييد الغالبية في الكنيست. والخيار الاول هو الاستعانة بحزب ليكود، اكبر احزاب اليمين الذي خرج ضعيفا من الاقتراع ولم يفز الا ب19 مقعدا من اصل 120 32 في الانتخابات السابقة وبهزيمة مرة لنتانياهو الذي استقال من رئاسة الحزب. وهناك خيار بديل اخر هو الاستعانة بحزب شاس الديني المتشدد المنتصر الاكبر في الانتخابات التي خرج منها ب17 مقعداً مقابل 10 في البرلمان السابق. واختار باراك الا يكشف اوراقه ورفض ان يحدد موعدا نهائيا في اطار مهلة ال45 يوماً التي يمنحها له الدستور لتشكيل حكومته. واكتفى الجنرال السابق بالقول انه يريد حكومة تتمتع بغالبية برلمانية واسعة. وسيبدأ العد العكسي بعد اعلان النتائج الرسمية اليوم أو غداً الاثنين، وبذلك يكون امام باراك حتى السادس او السابع من تموز يوليو المقبل لانجاز مهمته. ويواجه باراك بصورة خاصة مشكلة بالنسبة الى الاسماء التي يمكن ان تبرز في صفوف اليمين كما اوضح النائب العمالي يوسي بيلين. ومن المقرر ان يختار مسؤولو ليكود اليوم زعيم جناح المتشددين في الحزب ارييل شارون خلفا لنتانياهو كقائد "موقت". ويقول بيلين في هذا الشأن: "سيكون من الصعب ان نرى شارون في صفوف الحكومة فيما هو يرفض مصافحة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ويصفه بانه مجرم حرب ويعتبر اتفاقات الحكم الذاتي الفلسطيني كارثة". لكن باراك التزم من جهة اخرى الا يتفاوض مع زعيم حزب شاس ارييه درعي الذي حكم على زعيمه بالسجن اربع سنوات بتهمة الفساد. وأعلن درعي استقالته من الكنيست لكنه استمر في موقعه امينا عاما لشاس مثيرا الشكوك حول جدية انسحابه. ويبدو نواب حزب العمل منقسمين جدا ازاء التعامل مع شاس وخصوصا الاستراتيجة التي يتعين اعتمادها امام هذا الصعود القوي لحزب لا يعترف بدولة القانون ويطالب بأولوية اليهودية على القانون. أحد مسؤولى حزب العمل قال لوكالة "فرانس برس" طالبا عدم الكشف عن هويته "اذا ما كان حزب شاس في الحكومة فانه سيستمر في الحصول على مئات الملايين من الدولارات من الاموال العامة، الامر الذي يعطيه الامكانات ليكيل مزيدا من الضربات للديموقراطية". وحاول الحاخام يوسف عوفاديا الزعيم الروحي لشاس بعد انتصار باراك ان يعطي صورة معتدلة عن الحزب ازاء عملية السلام. وحرص على الاشارة في كل مناسبة ان شاس كان طوال عام كامل سنة 1992 شريكا في الحكومة العمالية بزعامة اسحق رابين الذي اغتيل 1995. الى ذلك، انتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق اسحق شامير رئيس الوزراء الاسرائيلي المهزوم في الانتخابات نتانياهو محملا اياه مسؤولية الاداء المتواضع الذي ظهر به تكتل "ليكود" في الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة. وقال شامير لاذاعة الجيش الاسرائيلي: "لقد دمر ليكود تماما. لا يمكن لشخص الفوز بانتخابات حامية اذا كان حزبه مدمرا. لقد حصل على كل السلطة وهذا لم يفلح، فليكود مدمر". وتراجع تمثيل "ليكود" الى 19 مقعدا في الانتخابات العامة التي اجريت اخيرا، مقابل 32 مقعدا في انتخابات عام 1996. وقال شامير ان نظام الانتخابات الجديد الذي طبق للمرة الاولى عام 1996 والذي يسمح للناخبين باختيار الحزب ورئيس الوزراء، مسؤول جزئيا عن سوء اداء "ليكود". واشار الى أنه رفض التصويت لصالح نتانياهو وترك بطاقة اقتراعه على رئيس الوزراء خالية. وهزم نتانياهو على يد زعيم حزب العمل ايهود باراك بفارق كبير بالمعايير الانتخابية الاسرائيلية، اذ حصل باراك على نسبة 08،56 في المئة من الاصوات فيما حصل نتانياهو على 92،43 في المئة. واعلن نتانياهو هزيمته بعد وقت قصير من اغلاق مراكز الاقتراع ابوابها وقبل فرز الاصوات. وهز نتانياهو ثقة الحزب من خلال الاعلان فورا عن استقالته من زعامة الحزب. وسيتولى وزير الخارجية ارييل شارون في حكومة نتانياهو زعامة الحزب موقتا حتى ينتخب زعيم جديد للحزب. وحذر شامير من ان اعادة بناء الحزب ستستغرق وقتا طويلا بعد ان هزم الحزب في ظل نتانياهو. واضاف شامير ان نتانياهو "رجل لا يفكر الا في نفسه فهو لا يضع اعتبارا للايديولوجيا او الخطط ولا يقيم وزنا الا لنفسه. لقد بني ليكود على المثل والافعال ومن دونها سينهار". وفي ظل حكم نتانياهو ترك كثير من زعماء "ليكود" الحزب بسبب اسلوب نتانياهو المريب في ادارته، ومن بينهم وزير الدفاع السابق اسحق موردخاي ووزير المال السابق دان ميريدور. وحل نتانياهو محل شامير في زعامة الحزب عام 1993. وانتقد شامير نتانياهو لموافقته على اعادة اراضي الضفة الغربيةالمحتلة للفلسطينيين من خلال توقيعه على اتفاق واي ريفر في تشرين الاول اكتوبر من العام الماضي.