بدأ عدد المرشحين لانتخابات مجلس الامة البرلمان الكويتي بالانحسار مع بدء عدد متزايد من المرشحين سحب اسمائهم لأسباب متباينة اهمها الانتخابات "الفرعية" القبلية. وفي حين كان العدد الاجمالي الرسمي هو 497 مرشحاً او 491 فعلياً لحظة اغلاق باب الترشيح، فان عدد المرشحين الذين سيخوضون الانتخابات في الثالث من تموز يوليو المقبل سيتراوح بين 250 و300 كحد اقصى. } الكويت على رغم تحذير وزارة الداخلية ثم وزير الدولة لشؤون مجلس الامة محمد ضيف الله شرار، اي طرف من تنظيم الانتخابات الفرعية الا ان القبائل ستجريها، ولا تزال الصحف تنشر اعلانات عن تجمعات قبلية لا يمكن ان تفهم الا باعتبارها نوعاً مبطناً من "الفرعيات". ويقول قريبون الى دوائر القبائل ان "حُسن" تنظيم الانتخابات الفرعية بلغ حد استخدام بعضهم الكومبيوتر لحصر اسماء ناخبي القبيلة، واختيار العينة العشوائية التي ستقترع في المكان والزمان المقررين لاختيار ممثل القبيلة في الانتخابات. ويعتبر سياسيون في المعارضة ان مباحث وزارة الداخلية تعلم كل شيء عن "الفرعيات" لكنها ليست جدية في مكافحتها. واللافت ان دوائر القبائل قدمت اكبر عدد من المرشحين، ففي "الاحمدي" مثلاً 48 مرشحاً وفي "الفحيحيل" 40 وفي "الصباحية" 36، فيما قدمت الدوائر الداخلية مثل "الضاحية" 5 مرشحين و"كيفان" 10 مرشحين، وستتقلص الاعداد الى حد كبير في دوائر القبائل بحلول نهاية الاسبوع المقبل، وبحسم "الفرعيات". وبات اكيداً اجراء قبيلة "العجمان" انتخابات فرعية في "الاحمدي" لاختيار مرشحين اثنين من اصل 15، وترجح انتخابات مماثلة ل"الرشايدة" في "الفروانية" لاختيار اثنين من 19 مرشحاً، وكذلك ل"العوازم" في "ام الهيمان" وربما في "الصباحية" حيث ترشح عشرات من ابناء القبيلة في هاتين الدائرتين خصوصاً، وفي دوائر اخرى. ولدى قبائل اخرى نية اجراء انتخابات داخلية لتحسين فرصها في الفوز، واشارت صحف كويتية الى ان حمى "الفرعيات" وصلت الى مستوى الفخذ داخل القبيلة. ضغوط وستشهد الدوائر الداخلية انسحاب مرشحين ايضاً عندما تمارس ضغوط على بعضهم لاتخاذ هذه الخطوة من اجل منع تشتيت الاصوات. وتعتبر القوى السياسية ان الحكومة تدفع بعض القريبين اليها للترشح في دوائر معينة للتأثير في النتائج وسحب اصوات من نواب معارضين، واكثر الدوائر تأثراً بهذه الظاهرة "مشرف" و"الرميثية" و"الروضة" و"العُمرية" و"العديلية" حيث تترشح رموز للمعارضة. لكن القوى السياسية نفسها تشتت الاصوات وتشجع ترشيح ممثلي اقليات في الدوائر لمنع اصوات ناخبيها من الذهاب الى مرشحي قوى سياسية منافسة، كما في "مشرف" و"الخالدية". ويمثل مرشحو القوى السياسية والمستقلون في المعارضة اقل من عشرة في المئة من المرشحين، لكن فرصهم في النجاح اكبر بكثير من غيرهم، بسبب الخبرة والعمل المنظم والقدرة على جذب المؤيدين وادارة الحملات الانتخابية. كما ان برامجهم اكثر جاذبية وقدراتهم الخطابية افضل. وشكل المعارضون اكثر من 40 في المئة من مجلس الامة الاخير. الليبيراليون والاسلاميون ويعتبر الليبيراليون اقلية بين مرشحي المعارضة، اذ يفوقهم الاسلاميون اضعافاً، خصوصاً في دوائر القبائل التي يغلب على الناخبين فيها الطابع المحافظ. لكن الليبيراليين اكثر نجاحاً في كسب تأييد الصحف والتأثير في الرأي العام لمصلحة مرشحيهم، وتحريكه ضد الخصوم. وفي الانتخابات الحالية تنخرط القوى السياسية بثقل كبير، فالمنبر الديموقراطي يسار المعارضة قدم اربعة مرشحين ويدعم ثلاثة آخرين، والحركة الدستورية الاسلامية الاخوان المسلمون قدمت خمسة عشر مرشحاً مع دعم خمسة آخرين، والحركة السلفية قدمت خمسة مع دعم اربعة آخرين. اما الائتلاف الاسلامي الوطني الاسلاميون الشيعة فيعودون بأربعة مرشحين. ويخوض المنافسة ثلاثة رجال دين شيعة، وتتحرك فصائل اسلامية اخرى من الشيعة لتقديم مرشحين يعكس تنوع اتجاهاتهم واختلاف طروحاتهم اتجاهات العمل السياسي الشيعي في ايران وعلى مستوى العالم. اما عناصر المعارضة المستقلة فانخفض تمثيلها في الترشيحات بعد اعتزال نواب بارزين مثل احمد النصار وعبدالعزيز العدساني اللذين كانت لهما فرص شبه اكيدة بالفوز لو ترشحوا. وبعيداً عن التقسيم السياسي للمرشحين، يمكن القول ان كل فئات المجتمع الكويتي قدم مرشحين، فهناك نواب ووزراء سابقون، وهناك اكاديميون ورجال اعمال ومحامون ومهندسون وصحافيون واذاعيون واداريون في الحكومة وعسكريون سابقون ومرشحون عاطلون عن العمل وتجار اغنام ورياضيون، وممثل مشهور واطفائي واحد على الاقل.