حزّم الرئيس السوداني السابق جعفر نميري حقائبه استعداداً للعودة الى الخرطوم بعد 14 عاماً امضاها في القاهرة رفضت خلالها السلطات المصرية طلبات لتسليمه تلقتها عقب اطاحة حكومته في 1984. وكان نميري، الذي يعد من أشهر اللاجئين السياسيين في مصر، في رحلة الى الولاياتالمتحدة لدى سقوط حكمه في انتفاضة شعبية أعلن إثرها وزير الدفاع في حكومته المشير عبدالرحمن سوار الذهب تولي حكومة انتقالية السلطة. والتقى الرئيس السوداني السابق في مكتبه في منطقة الظاهر في وسط القاهرة امس وفداً رسميا سودانياً برئاسة مستشار الرئيس عبدالباسط سبدرات بحث معه في ترتيبات عودته وطلباته . وضم الوفد الى جانب سبدرات وزير الدولة في وزارة الخارجية علي عبدالرحمن نميري. وقال سبدرات "هدفنا الترتيب لعودة الرئيس جعفر نميري، وتعليمات الرئيس عمر البشير لنا هي تلبية كل طلباته وترتيب استقباله بالشكل اللائق بوصفه رئيساً للسودان لمدة 16 عاما وقائداً عاماً سابقاً للجيش". وعلمت "الحياة" ان بعض القريبين من نميري رفضوا مرافقته في رحلة العودة الى الخرطوم التي ينتظر أن تتم قبل 25 الشهر الجاري الذي يصادف ذكرى توليه السلطة في 1969. وكان نميري التقى الرئيس حسني مبارك قبل ايام. وأكد انه سيعود الى القاهرة مرة اخرى قبل استقراره نهائيا في بلاده. ووصف رحلته الى الخرطوم بأنها استطلاعية، يعقد خلالها اجتماعاً مع قادة تنظيم "قوى الشعب العاملة" الذي يرأسه. وفي الخرطوم، نظم آلاف من مؤيدي نميري تظاهرة ابتهاج بقرب عودته الى بلاده. وردد المتظاهرون شعارات منها "ثورة مايو ثورة شعب".