أعلن أنصار المهدي رفضهم عودة الرئيس السوداني السابق جعفر نميري الى السودان ووصفوه ب"المستبد المخلوع"، وهددوا بتحريك كل الاجراءات القانونية في مواجهته. وجاء ذلك في خطبة صلاة الجمعة في مسجد الإمام عبدالرحمن المهدي في أم درمان في حضور عشرات الآلاف من الأنصار مؤيدي رئيس الوزراء السابق السيد الصادق المهدي. قال خطيب مسجد أنصار المهدي في ودنوباوي أم درمان قرب الخرطوم، ان عودة الرئيس السابق جعفر نميري الى السودان تعتبر اساءة للشعب وللمؤسسة العسكرية. واستنكر وصف أجهزة الاعلام الرسمية لنميري بأنه "الرئيس الأسبق"، وقال الخطيب: "انه ليس كذلك، بل هو طاغية ديكتاتور مستبد مخلوع، قام الشعب بخلعه في انتفاضة شعبية عارمة". وعلق على قرار رئاسة الجمهورية تأليف لجنة برئاسة مستشار رئيس الجمهورية الوزير عبدالباسط سبدرات لتأمين سكن مناسب للرئيس السابق. وقال: "ان الأموال التي ستنفق على استقبال نميري وتهيئة سبل الراحة له كان يجب انفاقها على الشعب وتوفير الأدوية والأمصال لدرء خطر مرض السحائي التهاب السحايا الذي يتفشى في البلاد". وتساءل خطيب الأنصار هل كانت الحكومة ستسمح بتنظيم تظاهرة للتعبير عن رفض الشعب عودة نميري، وقال: "ان الأنصار من أكثر الفئات التي تضررت من تنكيل نظام نميري. وان أبناء الأنصار سيحركون كل البلاغات المفتوحة" في مواجهة نميري، وكلها بلاغات وقضايا تتعلق بحقوق خاصة بالانسان وهذه لا تسقط ولا يجوز التنازل عنها". وعلق خطيب الأنصار على الأنظمة العسكرية التي حكمت البلاد وقال: "هي ثلاثة أنظمة عسكرية أولها نظام الفريق ابراهيم عبود وهو أفضلها، ويشترك النظامان الثاني والثالث في السوء نظاما نميري وعمر البشير". وأضاف: "ان نظام نميري بدأ شيوعياً ونكل بالوطنيين ثم انقلب على الشيوعيين ونكل بهم وجعل كيدهم في نحرهم، ثم تحول وتمسح بالاسلام ولكن هذا لم يمنع انتفاضة الشعب". وجاء تعليق الأنصار في ختام اسبوع شهد تحركاً واسعاً لانصار نميري الذين نظموا تظاهرة ضخمة الثلثاء الماضي لمناسبة تسلمهم شهادة تسجيل رسمية لحزبهم الذي اختاروا له اسم "تحالف قوى الشعب العاملة". وطافوا شوارع الخرطوم مرحبين بعودة نميري. في القاهرة أبلغ نميري الوفد السوداني الذي زار القاهرة للإعداد لعودته انزعاجه من تصريحات وزير الخارجية مصطفى عثمان اسماعيل الذي رفض الاحتفال ب"ثورة مايو" التي أوصلت الرئيس السابق الى الحكم في 25 من الشهر الجاري. وغادر الوفد السوداني الذي يضم سبدرات ووزير الدولة للشؤون الخارجية علي نميري صباح أمس، ورفضا الحديث عن نتائج الاجتماعات أو تحديد ما اذا كانت طلبات الرئيس السابق مبالغاً فيها. وعلم ان نميري اقترح على الوفد موعدين لعودته هما يوم 19 أو 22 الجاري في حال تلبية طلباته وتقديم توضيحات بخصوص الاحتفال بثورة مايو ونشاط حزبه، وانه في انتظار طائرة سودانية خاصة لتقله الى الخرطوم وانصاره في القاهرة. كما طلب جواز سفر سودانيا لاستخدامه في الدخول الى السودان بدل وثيقة اللجوء السياسي التي يحملها منذ اقامته في القاهرة قبيل اربعة عشر عاماً. من جهة أخرى، اعلن الناطق باسم القيادة العسكرية المشتركة ل"التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الفريق عبدالرحمن سعيد ان طائرات من طراز "انطونوف" تابعة للحكومة السودانية قصفت قرية تهداي شمال مدينة كسلا أول من أمس. وأضاف في بيان تلقته "الحياة" في لندن أمس، ان الطائرات "استخدمت في عمليات القصف قذائف وقنابل حارقة، مما أدى الى قتل خمسة مواطنين واصابة عشرات بجروح".