اجتذبت المنافسة الجارية لانتخابات مجلس الأمة البرلمان الكويتي شرائح مختلفة من الشعب الكويتي، وكان لافتاً ان يتقدم عدد من الاعلاميين والعاملين في الصحافة والفن للترشيح، آملين بأن تكون السياسة مهنة افضل من تلك التي يمتهنونها. وضمن قوائم المرشحين التي استكلمت امس رؤساء تحرير صحف ومجلات ومراسلون صحافيون واذاعيون وممثلون ايضاً، وسيزاحم هؤلاء خصوماً أقوياء على المقاعد البرلمانية الخمسين للمجلس، فهناك 62 نائباً سابقاً، ومرشحون عن خمسة تنظيمات سياسية معارضة، ومرشحون تدعمهم السلطة، وسياسيون مستقلون. وربما كان محمد جاسم الصقر رئيس تحرير صحيفة "القبس" أبرز الاعلاميين المرشحين وأوفرهم حظاً في النجاح، فهو مرشح "التجمع الدستوري" الذي يمثل التجار التقليديين في دائرة "الشامية" المهمة، ويستفيد من خبرة عقدين في العمل الصحافي ومن علاقات واسعة مع المجتمع ومن دعم التيار الليبرالي الكويتي. كما انه يستكمل تراثاً عائلياً برلمانياً، فوالده جاسم الصقر كان نائباً عن دائرة الشامية في دورتين برلمانيتين في 1981 و1992، وقبل ذلك كان عمه عبدالعزيز الصقر رئيساً لمجلس الأمة الأول عام 1963. لكن مهمة الصقر ليست سهلة فهو ينافس مرشحين قويين سبقاه الى المعترك السياسي: النائب ووزير المال السابق جاسم الخرافي، وهو مرشح قوي كذلك لرئاسة البرلمان، والنائب السابق خالد السلطان وهو من رموز التيار الاسلامي السلفي. ويقول الصقر انه - اذا حظي باختيار الناخبين له - سيكرر في مقاعد البرلمان المواقف التي اتخذتها "القبس" تحت رئاسته طوال العقدين الماضيين وهي: "ترسيخ العمل بالديموقراطية والدفاع عن الحريات ومحاسبة سارقي المال العام"، لكنه سيخصص كذلك "جهداً خاصاً لدعم الوسط الصحافي الكويتي واعطائه المزيد من الحريات". ورأى خلال حديث مع "الحياة" ان الصحافة الكويتية "اشتركت دوماً مع البرلمان في مهمة الرقابة على أداء الحكومة، لكننا كنا كذلك رقباء على أداء النواب". وتابع: "النائب يتميز على الصحافي بقدرته على التشريع، ومن هذا المنطلق سيكون تعديل قانون المطبوعات والنشر في اتجاه مزيد من الضمانات للصحافي بين أولوياتي كنائب". واجتذبت المنافسة الانتخابية صحافيين آخرين، منهم فيصل القناعي الأمين العام لجمعية الصحافيين الكويتية، وناصر السبيعي رئيس تحرير مجلة "المختلف" التي تعنى بالأدب الشعبي، وعلي الدقباسي محرر الأخبار البرلمانية في صحيفة "الأنباء". ومن المرشحين في اليوم الأخير لفتح باب التسجيل، امس، مذيعا التلفزيون والاذاعة يوسف مصطفى وفريح العنزي. وكان الثنائي مصطفى والعنزي أدارا بنجاح اذاعة "الكويت الحرة" في السعودية خلال شهور الاحتلال العراقي للكويت. لكن أطرف مفاجآت الترشيح جاءت من الفنان والممثل المعروف ابراهيم الصلال الذي ترشح عن دائرة "العمرية" منافساً النائبين مبارك الدويلة ومبارك الخرينج. وتمتاز "العمرية" بالتنافس القبلي الشديد وبمواجهة الاسلاميين و"نواب الخدمات" بعضهم بعضاً، لذا ليس منتظراً من الصلال ان يحقق "مفاجأة". وهو قال للصحافيين عند تسجيل اسمه: "جئت أمارس حقي الدستوري واهتماماتي هي قضايا التعليم والصحة والبطالة والهدر في المال العام"، وتابع: "طبعاً من اهتماماتي أيضاً القضايا الفنية والمحافظة على حقوق الفنانين خصوصاً ان ديموقراطيتنا اكتملت بإعطاء المرأة الحق السياسي".