وصل مساء أمس رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان الى مصر آتياً من مقدونيا في اول زيارة رسمية له الى دولة في الشرق الاوسط منذ توليه منصبه في الحكومة الاشتراكية الفرنسية قبل نحو سنتين. وتعلق أوساط فرنسية مسؤولة أهمية كبرى على هذه الزيارة. ووصف الناطق باسم رئاسة الحكومة الفرنسية مانويل فالز مصر بأنها "الشريك الاساسي" لفرنسا في المنطقة على الصعيد السياسي و"على وشك ان تصبح ايضا الشريك الاساسي على الصعيد الاقتصادي". وكان سبق جوسبان الى القاهرة أمس وزراء الخارجية هوبير فيدرين والتجارة الخارجية جاك دوندو والاسكان لوي بيسون. ويتوقع ان يلتقي جوسبان اليوم الرئيس حسني مبارك والرئيس ياسر عرفات الذي يزور القاهرة اليوم. وبدأ جوسبان الزيارة في المساء بمحادثات مع نظيره المصري كمال الجنزوري. ووقع الوزراء المرافقون لجوسبان مع نظرائهم المصريين اتفاقات اقتصادية اولها يتعلق بتحويل الديون المصرية بقيمة 300 مليون فرنك الى استثمارات للشركات الفرنسية. وكانت مصر حصلت في العام 1991 على تخفيض دينها الخارجي الذي كان يقدّر بنحو 50 بليون دولار الى 30 بليون دولار عبر إلغاء للديون في دول "نادي باريس". وعلى الصعيد الثنائي، اتفقت فرنسا ومصر على تحويل جزء من الديون المصرية بالعملة الصعبة الى ديون بالعملة المحلية، على ان تُعطي فرنسا حصصاً من هذه الديون للاستثمار للشركات الفرنسية. ووقع ايضا وزير التجارة الخارجية دوندو تمويلات لمشروعين كبيرين في مصر مع وزير المال الدكتور محيي الدين غريب. وهما مشروعا توشكى لري المناطق الغربية، ومشروع تزويد مكتبة الاسكندرية بأجهزة كومبيوتر. ووقع الوزيران دوندو وغريب ملحقاً لاتفاقية عدم ازدواج ضريبي بين مصر وفرنسا. الى ذلك، من المتوقع ان يقيم الرئيس مبارك على شرف ضيفه حفلة غداء اليوم. وتوقعت المصادر الفرنسية ان يجري البحث في القضايا السياسية التي تشغل البلدين. كذلك يتوقع ان يبحث مبارك وجوسبان مسيرة السلام في منطقة الشرق الاوسط والانتخابات الاسرائيلية المقبلة والوضع الفلسطيني وأزمة العراق. ويشارك في المحادثات السياسية وزيرا خارجية فرنسا ومصر هوبير فيدرين وعمرو موسى وسفيرا البلدين علي ماهر السيد وجان مارك دولا سابليار.