لفيلمه الجديد "المهد سيهتز" قام الممثل/ المخرج تيم روبنز بالتعاون مع عدد كبير من النجوم والممثلين بخلفيات مسرحية وسينمائية مشهودة ووضعهم في احداث تقع في نيويورك الثلاثينات: اليسار الاميركي ناشط والحزب الشيوعي تسلل الى الاتحادات العمالية ونفذ داخل التيارات الثقافية والفكرية. "المهد سيهتز" يحيط بالصورة الشاملة للوضع المسرحي والفني في ذلك الحين من خلال شخصيات مؤرخة وملهمة. الكاتب هانك أزاريا والمخرج كاري إيلويس الذي يؤدي شخصية أورسون ويلز، واليهودية التي تتعامل مع الفاشية الايطالية سوزان ساراندون والرسام روبين بليدز ومحرك الدمى بيل موراي، يتحركون في انسياب كامل. الفيلم احياناً صاخب وفي اماكن اخرى، مجرد انسياق وراء بانوراما شاملة للموضوع وما يطرحه. انه اول فيلم اميركي يعرض في المسابقة وستليه ثلاثة اخرى هي "الكلب الشبح"، "القصة المباشرة" و"ليمبو". رحلة فيليسيا الكندي - المولود في مصر - أتوم ايغويان عرض فيلمه المنتظر "رحلة فيليسيا" بحماسة نقدية مماثلة، بوب هوسكينز في دور رجل متوسط العمر يلتقط فتاة شابة ايلين كاسيدي جاءت الى البلدة الايرلندية الصغيرة باحثة عن شاب بريطاني اختفى بعد حب قصير الأمد. ثم يتغير الرجل فتبدو حياته اكثر تعقيداً للوهلة الاولى وحياة الفتاة في خطر يبقيه المخرج محسوساً حتى النهاية الضعيفة. اسلوب يذكرنا بأفضل ما عند كلود شابرول، لكن بحضور فني اقل وقعاً من افلام المخرج السابقة. الامبراطور والقاتل الوصف ذاته يقال في فيلم الصيني تشن كايغي "الامبراطور والقاتل". قبل سنوات كانت افلام كايغي الصغيرة حميمة اكثر وفيها علاقة اعمق من تلك التي تبدت في افلامه الاخيرة. هنا الموضوع يعود الى الماضي البعيد 230 سنة قبل الميلاد لتتناول ما ينتج عن محاولات امبراطور توحيد الصين بالدهاء والمؤامرات وبالحروب الدامية. اخراج المعارك والتأني في التفاصيل الفنية ديكورات وأزياء الخ… من الروائع لكن الفيلم لا يخرج كثيرا عن اطار سينما المغامرات التاريخية. مولوك شاهد الحاضرون هنا افلاماً اخرى متفاوتة الاهمية منها "مولوك" - الفيلم الجديد للروسي الكسندر زوخورف. قراءة في يومين من حياة هتلر وعشيقته ايفا براون أعاب نقاد غربيون عليها بأنها تفتقر الى التحليلية النفسية. لكن علم النفس والتحليل هو آخر ما يهم المخرج وهو يرصد عالماً داكناً قائماً على شخصيات مثيرة للاهتمام بذاتها ومن دون تطبيق نظريات عليها او اتخاذ مواقف منها. مشاهدة المطولة المنقوعة في العتمة تبقى طويلاً في البال ولو ان الفيلم لا يتبلور في رؤية سينمائية قوية او مميزة. كل شيء عن أمي من اسبانيا ميلودراما للمخرج بدرو ألمادوفار بعنوان "كل شيء عن أمي" حول امرأة تفقد ابنها الشاب في حادثة سيارة عندما حاول اللحاق بسيارة استقلتها ممثلة مسرحية في مدريد لأخذ توقيعها. انه وحيدها وعليها الآن ان تبحث عن أبيه الذي لم تره منذ سنوات بعيدة فتنتقل الأحداث الى برشلونة. الدافع الى ذلك هو لقاء الأب الذي عاشرته حين كان رجلاً، اي قبل ان يتحول الى انثى! مقدس في إطار المسابقة عرضت اسرائيل فيلم "مقدس" لآموس غيتاي، دراسة في قصة متأنية الايقاع في تصرفات وتقاليد اليهود المتشددين وكيف ان هذه التقاليد تحد من دور المرأة وحقها في الحب ورعاية الرجل الانسانية. الزوج بدوره تحت ضغط الحاخام يهجر زوجته التي يحب ليتزوج ممن تنجب له رغم ان العلة فيه وشقيقة زوجته تتبرم متسائلة عن السبب الذي لا تستطيع فيه ان تتمتع ببعض متع الحياة. وتقصد سماع الراديو ومشاهدة التلفزيون، وهما من الممنوعات في ذلك العالم المغلق.