يتوجه الناخبون الاسرائيليون، اليوم، الى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس وزراء وللتصويت لحزب يمثلهم في الكنيست. وقد انحصر التنافس على المركز الأول بين مرشح "اسرائيل واحدة" ايهود باراك ومرشح "ليكود" رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو، أما التنافس على المقاعد فيشمل أكثر من 30 حزباً يمكن لعشرين منها الفوز بمقعد واحد على الأقل. كرت سبحة الانسحابات التي افتتحها المرشح العربي عزمي بشارة أول من أمس فتبعه أمس زعيم حزب "الوسط" اسحق موردخاي ثم زعيم "التكتل القومي" بيني بيغن. وإذا كان الأول اكتفى بالدعوة الى إسقاط نتانياهو فإن الثاني أكد على ضرورة التصويت لباراك وامتنع الثالث عن توجيه ناخبيه المنتمين الى أقصى اليمين. وإذا كان لاستطلاعات الرأي ان تصدق هذه المرة، خلافاً لما حصل في انتخابات 1996، فإن باراك متجه الى فوز واضح وربما الى الحصول على "أكثرية يهودية". وتحسباً لاحتمال من هذا النوع فقد شن نتانياهو، أمس، حملات عنيفة في الاتجاهات كلها متهماً باراك وموردخاي وبشارة بالتواطؤ وبعقد "صفقات تؤدي الى ضياع اسرائيل". وركز مرشح "ليكود" على استمالة الأصوات اليمينية لبيغن ولكن، ايضاً، على دعوة مؤيدي موردخاي ل"العودة الى البيت" وذلك في ظل تأكيد الاستطلاعات ان أكثرية منهم قد لا توافق موردخاي على الذهاب بعيداً والتصويت لباراك فتوزع أصواتها بين الاقتراع للائحة "الوسط" واختيار نتانياهو رئيساً للوزراء. ولوحظ أن أنصار باراك يتصرفون وكأن الفوز محسوم لمرشحهم وهو الأمر الذي دعاه الى تنبيههم من الركون الى الاستطلاعات مع ما قد يعنيه ذلك من تراجع في التعبئة. وغطت سخونة المعركة على رئاسة الوزارة على تلك المتعلقة بحصص الأحزاب في الكنيست الجديدة. وتدل المؤشرات الى أن الحصيلة ستؤكد التشرذم ونفوذ الأحزاب الصغيرة مع ما قد يعنيه ذلك من اضطرار الى تحالفات واسعة من أجل تشكيل حكومة تحظى بأكثرية مستقرة تستطيع مواجهة الملفات الكثيرة المطروحة عليها داخلياً ولكن، أيضاً، على صعيد التسوية النهائية مع الفلسطينيين وإعادة تحريك المسارين السوري واللبناني. وتفيد معلومات ان استطلاعات للرأي يملكها "ليكود" ولا ينشرها تؤكد تقدم باراك وان بنسبة تقل عما تداولته الصحف. وعزز ذلك الجو المتوتر داخل الحزب اليميني إذ تكاثرت الأنباء والتعليقات في الصحف الاسرائيلية عن نشوء تمرد داخلي ينتظر اعلان النتائج ليحول أي خسارة محتملة لنتانياهو الى فرصة لتحميله المسؤولية والانقضاض عليه. وفي وقت تتجه الأنظار في عواصم العالم والشرق الأوسط تحديداً الى هذه الانتخابات بانتظار نتائجها وتأثيراتها على التسوية ارتفعت أصوات تحذر من أي وهم حول "اعتدال" باراك مذكرة بأنه سبق له أن عارض "أستاذه" اسحق رابين مرات وكان، في كل مرة، يبدو أكثر تشدداً منه.