رفع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني عبدالقادر باجمال أمس العلم اليمني على مبنى السفارة اليمنية في العاصمة الكويتية منهياً الجمود في العلاقات القائم منذ الغزو العراقي. وأعلن باجمال ان "كل المعوقات السياسية للتعاون بين الكويت واليمن انتهت"، وأكد استمرار اليمن في منح تسهيلات للبحرية الأميركية ولم يستبعد اقامة قواعد أميركية في بلاده "إذا اقتضت مصلحة اليمن ذلك". وجرى رفع العلم على مقر السفارة الجديدة في ضاحية الجابرية في حفل حضره ممثلون لوزارة الخارجية الكويتية وعدد من أبناء الجالية اليمنية التي يقدر عدد أفرادها بنحو أربعة آلاف شخص. وقال باجمال ان زيارته للكويت التي شملت لقاء الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح وتسليمه رسالة من الرئيس علي عبدالله صالح "فتحت الأبواب على مصراعيها للتعاون بين البلدين في جميع المجالات". والتقى الوزير اليمني أيضاً ولي العهد الشيخ سعد العبدالله الصباح. وقال باجمال في لقاء مع الصحافيين في نهاية الزيارة امس ان محادثاته مع نظيره الكويتي الشيخ صباح الأحمد توصلت الى "ازالة كل ما يحول دون حركة مسارات التنمية والتعاون في المجالات كافة"، لكنه أضاف ان خطوات التعاون الاقتصادي "ستتم وفق الظروف التجارية ومبدأ الجدوى"، وأوضح ان مثل هذا التعاون سيحتاج الى آليات خاصة ولجان مشتركة تعمل خارج نطاق السيطرة الحكومية وتنطلق من القطاع الخاص. وأشار باجمال الى أنه ناقش مع الكويتيين موضوع عودة العمالة اليمنية الى الكويت والتي كان يقدر عدد أفرادها قبل الغزو العراقي بعشرين ألفاً وقال انه "لا كابح سياسياً لعودة اليمنيين للعمل"، لكنه لاحظ أن ذلك سيكون خاضعاً "لحركة الطلب على العمالة في الكويت والتي تأثرت كثيراً بالركود الاقتصادي في المنطقة، فالمسألة موضوعة في شروطها الاقتصادية". ورداً على سؤال عن رغبة اليمن في الانضمام الى مجلس التعاون الخليجي قال باجمال ان اليمن "يود الانضمام في اطار عملية تطوير للمجلس وكجسر لنا نحو العولمة لأننا نرى أن الأقلمة يجب أن تسبق العولمة". من جهة أخرى أشار باجمال الى استعداد صنعاء لمزيد من التعاون مع الولاياتالمتحدة في المجال العسكري. وقال "الأميركيون موجودون في المنطقة وليس مستغرباً أن يكون لهم وجود في اليمن، لكنه في نهاية المطاف ليس وجوداً عسكرياً ثابتاً". وتابع ان "الأساطيل الأميركية تمر بالمنطقة وتقف في كل موانئ اليمن للتزود بالوقود والمياه ومن البديهي أن يقدم اليمن هذه التسهيلات ضمن عقود تجارية ونحن نرحب بزيارة الأميركيين لليمن". ولم يستبعد باجمال فكرة القواعد الثابتة وقال مسترسلاً "ولا مندوحة اذا صار في يوم من الأيام في مصلحة اليمن أن يكون عندها شيء فهذا شيء آخر، لكن الآن نحن لا نخفي شيئاً موجوداً فعلاً على الأرض".