وجهت استطلاعات الرأي في اسرائيل ضربة جديدة الى رئيس الوزراء مرشح "ليكود" بنيامين نتانياهو، اذ اكدت ان مرشح حزب "العمل" ايهود باراك سيسبقه في الدورة الأولى بنسبة تراوح بين 6 و12 في المئة من الاصوات، وانه "سيسحقه" في الدورة الثانية بفارق كبير. وتعززت احتمالات فوز باراك في الدورة الأولى بفعل الدينامية الخاصة لحملته والتي تجعله يتقدم يومياً في كل قطاعات الرأي العام الاسرائيلي باستثناء المتدينين. ويبرز ذلك بوضوح في أوساط الناخبين المهاجرين من روسيا واتحاد الدول المستقلة، حيث تساوت الأصوات بين المرشحين الرئيسيين راجع ص 3 وبات المرشح العربي عزمي بشارة يحتل موقعاً مفصلياً في الحملة. فالاستطلاعات اشارت امس الى ان انسحابه يرفع نسبة باراك الى 49.9 في المئة في الدورة الأولى ويعني ذلك ان الفوز يكون شبه مضمون، بخاصة اذا انسحب مرشح أقصى اليمين بني بيغن وامتنع بعض مؤيديه عن منح أصواتهم لنتانياهو. وإذا كان مرشح "حزب الوسط" اسحق موردخاي حسم أمر استمراره في المعركة فإن كثيرين من أركان حملته باتوا يدعون بصورة شبه علنية الى التصويت لللائحة و"تهريب" أصوات الى باراك. وأكدت ل"الحياة" مصادر قريبة الى بشارة انه يتعرض الى ضغوط كثيرة من أجل الانسحاب لمصلحة باراك، وتقديم اشارة بهذا المعنى الى ناخبي موردخاي. وهي تعترف بأن القرار صعب لأن باراك لم يقدم تنازلات ملموسة في شأن الآلية اللاحقة لصنع القرار في كل ما له علاقة بالأقلية العربية في اسرائيل. ومع ان المفاوضات بين الطرفين مستمرة فإنها لم تسفر عن نتيجة لأن "باراك" يتصرف مثل جنرال قائلاً: "ان المعركة واقعة وما على الاحتياط سوى الالتحاق بها". ويؤكد حليف بشارة أحمد الطيبي ان "التجمع" هو في طليعة الساعين الى اسقاط نتانياهو، ولكن على باراك ان "يتصبب عرقاً ليحصل على أصواتنا خصوصاً ان دعايته الانتخابية تستند الى عدد العرب الذين قتلهم أثناء خدمته في الجيش". في السياق نفسه، يؤكد ناطقون باسم القائمتين العربيتين الأخريين انهم حصلوا من مرشح "العمل" على تعهدات بالتجاوب مع عدد من المطالب العربية، ويدعون بشارة، تبعاً لذلك، الى الانسحاب بخاصة انه لن يحصل على أكثر مما حصلوا عليه. ويتخوف هؤلاء من اضاعة فرصة الدورة الأولى، معتبرين ان "الدورة الثانية هي بمثابة انتخابات ثانية" وان نتانياهو يمكنه ان يستخدم أوراقاً خطيرة في المدة الفاصلة بين الاثنين 17 ايار مايو وبين الأول من حزيران يونيو.