ينتظر أن يصدر مجلس الدوما اليوم قراراً بحجب الثقة عن رئيس الدولة. واعتبر الكرملين هذا الاحتمال "اعلان حرب". للمرة الأولى في تاريخ روسيا المعاصر، يستعد مجلس الدوما لاصدار قرار اليوم بحجب الثقة عن رئيس الدولة. واعتبر الكرملين هذا الاحتمال "اعلان حرب"، وتوقع أن يشن بوريس يلتسن هجوماً مضاداً. واتهمت المعارضة البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي بممارسة ضغوط شديدة على يلتسن بالتعاون مع ابنته تاتيانا، لإقالة حكومة يفغيني بريماكوف. وواصل المجلس النيابي أمس مناقشة لائحة تضم خمسة اتهامات وأجمع ممثلو المعارضة على أن الرئيس مذنب في كل منها. ووصف المخرج المعروف ستانيسلاف غوفوروخين الحرب الشيشانية بأنها "إثم" اقترفه يلتسن. وقال إن "روسيا كلها، باستثناء حفنة من الأثرياء الجدد" تطالب بتنحيه. وأشار وزير الثقافة السابق نيكولاي غوبينكو إلى ان "الرئيس ليس مع روسيا بل ضدها وغدا الكرملين مصدر الخطر الأكبر عليها". وانضم إلى اليساريين نواب من الوسط، وأكد رئيس الحزب الجمهوري فلاديمير ليسنكو، الذي كان حليفاً ليلتسن، أنه "كان يدعم الرئيس 90 في المئة من الروس والآن يطالب باستقالته 90 في المئة"، ودعاه إلى التنحي طوعاً من منصبه. ومن المفارقات أن أحد أكبر منتقدي السلطة سابقاً فلاديمير جيرنيوفسكي، زعيم الحزب الديموقراطي الليبرالي، غدا من أشد المتحمسين في الدفاع عن يلتسن. وعلّق أحد النواب على هذه المفارقة بقوله إن هناك "من يدفع". وأجمع خصوم يلتسن وأنصاره على الإعراب عن استيائهم لتغيب الخبراء والشهود الذين استدعاهم البرلمان حضر 5 شهود من 29، وأكد فلاديمير ريجكوف رئيس كتلة "روسيا بيتنا" الموالية للكرملين أن التغيب "اهانة" للمجلس النيابي. ونفى ممثل الرئيس في البرلمان الكسندر كوتنكوف ان تكون السلطة التنفيذية "ضغطت" لمنع الشهود من الحضور، لكنه أثار سخرية القاعة عندما قال إن "قراراً خاصاً" صدر في هذا الشأن. وتوقع رئيس الدوما غينادي سيليزنيوف ان يحصل قرار حجب الثقة على 312 صوتاً النصاب 300. وأشار إلى أن إقالة حكومة يفغيني بريماكوف عززت مواقع المعارضين ليلتسن. وأضاف ان البليونير المعروف بوريس بيريزوفسكي لعب دوراً مهماً في إسقاط الوزارة، بالتعاون مع ابنة الرئيس تاتيانا التي "افترت" على بريماكوف. وأكد ان رئيس الوزراء السابق "بدأ تضييق الخناق" على مجموعة بيريزوفسكي، مما اثارها ضده، وتوقع ان تعود هذه المجموعة إلى السلطة الآن من خلال تنصيب رجالها في مواقع حساسة. وإلى جانب إقالة الحكومة، هدد مسؤول في الديوان الرئاسي باتخاذ "قرارات مفاجئة" في حال إعلان الدوما حجب الثقة. ونسبت وكالة "ايتار تاس" الرسمية إلى المسؤول قوله إن قرار البرلمان سيكون بمثابة "اعلان حرب" على الرئيس. وأضاف ان الأخير لن يتمسك بالقوانين وحدها، بل ب"مصلحة الدولة". وينص الدستور على أن قرار الدوما ينبغي ان يقترن بموافقة المحكمتين العليا والدستورية ويصادق عليه ثلثا أعضاء مجلس الفيديرالية. وتوقع وزير العدل بافل كراشينينيكوف ان ترفض المحكمة العليا "الاتهامات الباطلة" في غضون شهر واحد، أي أن المادة الدستورية التي تنص على ان الرئيس لا يحق له حل البرلمان طوال فترة النظر في حجب الثقة ثلاثة أشهر يمكن ان "يختزل" إلى شهر واحد. وأوضح وزير الأمن فلاديمير بوتين ان يلتسن سيحل البرلمان في حال رفضه ثلاث مرات المصادقة على تعيين ستيباشين رئيساً للحكومة. إلا أن رئيس الوزراء المعين قام أمس بخطوات "مصالحة" بعقده لقاء مع الزعيم الشيوعي غينادي زيوغانوف الذي ذكر ان كتل اليسار ستقرر موقفها "بعد الاستماع إلى برنامج الحكومة الجديدة وبمقترحات تشكيلها". ومن جانبه، ذكر سيباشين أمس أنه لن يشكل حكومة ائتلافية، بل "وزارة تكنوقراط لمرحلة انتقالية"، وأكد أنها ستعنى بدعم الانتاج المحلي وتشجيع الاستثمارات ومكافحة الجريمة والفساد.