ينتظر الشارع الاسرائيلي بنفاد صبر ما قد يخرج به المتنافسون "الصغار" الثلاثة على منصب رئاسة الحكومة الاسرائيلية، من قرار في اللحظة الأخيرة التي تسبق ساعة الصفر للانتخابات لمعرفة الشخص الذي سيصوتون له الاثنين المقبل، بنيامين نتانياهو او ايهود باراك. ولم يخف زعماء حزب "ليكود" اليميني الذي يرأسه نتانياهو ارتياحهم الى تأكيدات زعيم حزب "الوسط" اسحق موردخاي عزمه على مواصلة التنافس على منصب رئاسة الحكومة، على رغم الضغوط الشديدة التي تعرض لها من زملائه في الحزب، لفتح الطريق امام حسم نتائج الانتخابات في جولة واحدة لمصلحة باراك زعيم قائمة "اسرائيل واحدة" رئيس حزب العمل المعارض. راجع ص 5 وأكد موردخاي بعصبية خلال لقاء صحافي انه سيستمر في السباق و"الباب مفتوح لمن يريد الخروج" من حزبه، في اشارة الى محاولات رفاقه في زعامة حزب "الوسط" ممن يرون في نتائج الاستطلاعات الاخيرة التي ترجح فوز باراك فرصة "ذهبية" لاسقاط نتانياهو، وهو شعار رفعه الحزب منذ انشائه قبل اسابيع من الانتخابات. اما المرشح العربي لرئاسة الحكومة الدكتور عزمي بشارة فأعلن انه سيتخذ موقفاً نهائياً من مواصلة التنافس او عدمه مساء غد، مبقياً باب التكهنات مفتوحاً، والموقف ذاته ينسحب على المرشح الثالث بيني بيغن زعيم اقصى اليمين. ويبقى الغموض سيد الموقف في الساحة الانتخابية في الدولة العبرية، فيما يسعى اليمين الى منع حسم نتائج الانتخابات في الجولة الأولى، ويدفع نحو اجراء جولة اقتراع ثانية لكسب مزيد من الوقت من اجل رفع اسهم مرشحه نتانياهو، التي اظهرت الاستطلاعات تدنيها في الأيام الاخيرة في مقابل معسكر "اليسار" الذي يبذل مساعي مكثفة لاقناع المتنافسين، بخاصة موردخاي، بالانسحاب قبل السابع عشر من الشهر الجاري. ولم تدفع نتائج الاستطلاعات - التي شكك نتانياهو بدقتها - معسكر اليمين الى رفع الراية البيضاء، بل شحذ اسلحته ورصَّ صفوفه خلف رئيس الحكومة. وبعدما ضمن نتانياهو "الجبهة الدينية" في جيبه باعلان كبار الحاخامين في الدولة العبرية دعمهم المطلق له، ورفع حركة "يغودات هتوراة" شعار "نتانياهو جيد لليهودية"، اطلق العنان للجماعات الاستيطانية للاستيلاء على ما يمكن من الأراضي الفلسطينية في طول الضفة الغربية وعرضها. وهو يلبي، على مسافة اربعة ايام من موعد الانتخابات، رغبة الجهات الاكثر تطرفاً في اثارة مجابهات متصاعدة، مما سيظهره كمدافع عن "أرض اسرائيل" امام الشارع المتطرف. وفيما يسعى المستوطنون الى فرض وقائع على الأرض قبل الانتخابات، فان الفلسطينيين اصحاب الأرض يدركون ان فقدانهم أي مساحة منها يعني فقدانها تماماً، سواء فاز نتانياهو او باراك. وشهدت مناطق عديدة في الأراضي الفلسطينية مواجهات عنيفة بين المواطنين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي، ادت الى اصابة حوالى عشرين شاباً فلسطينياً بالرصاص. وحاول الفلسطينيون منع الجرافات الاسرائيلية من تسوية الأرض التي صودرت لانشاء منطقة صناعية تخدم مستوطنة كريات اربع في المنطقة، وتعود الأرض الى اهالي قريتي الشيوخ وسعير. وفي بلدة سلفيت، شمال الضفة الغربية، فتح الأهالي عيونهم صباح امس ليجدوا المستوطنين اليهود وقد اقاموا بؤرة استيطانية جديدة على اراضيهم الزراعية غرب البلدة، وزرعوا فيها منازل متنقلة كرافانات. وقال احد المواطنين ل"الحياة" ان هذه هي البؤرة الاستيطانية الرقم 22 التي زرعت في المنطقة منذ توقيع اتفاق "واي ريفر". المليونير اليهودي المتطرف، الاسترالي الأصل، الحاخام يوسف غوتنيك الذي موّل حملة نتانياهو الانتخابية عام 1996 تحت شعار "نتانياهو جيد لليهود" سارع الى نجدته وقرر حشد تأييد معسكر المتزمتين اليهود لمصلحته. وتشهد الأيام الاخيرة قبل الانتخابات تنافساً شرساً بين نتانياهو وباراك على اصوات المهاجرين الروس. ولا يجرؤ محلل سياسي على التكهن بنتائج الانتخابات بعدما تعلم الاسرائيليون "الدرس" في الانتخابات السابقة، اذ ذهبوا الى مخادعهم للنوم معتقدين ان نتانياهو سقط، وصحوا صباح اليوم التالي مع اعلانه رئيساً لحكومتهم.