تتوقع صناعة الساعات السويسرية ان يعاود نمو الصادرات ارتفاعه بنهاية 1999 بعد تباطؤ بدأ في آب اغسطس 1998 وقد يستمر حتى الصيف. وتنظر الصناعة بتفاؤل حذر الى المستقبل على رغم رقم قياسي في الصادرات في 1998 بلغ 8.3 بليون فرنك سويسري 5.57 بليون دولار. وتستند الصناعة في توقعاتها المتفائلة الى قرب انتهاء الأزمة المالية في آسيا وارتفاع الاقبال على منتجات الساعات وشراء الهدايا، مع اقتراب نهاية الألفية الثانية، خصوصاً الساعات التذكارية منها والتي تخلد مناسبة الانتقال الى عصر جديد في 1 كانون الثاني يناير سنة 2000 وليس في 1 كانون الثاني 2001 كما يجادل الأكاديميون. وحتى قبل اختتام معرض الساعات وساعات اليد والمجوهرات "بازل 99" الذي نظم بين 29 نيسان ابريل الماضي و6 أيار مايو في مدينة بازل السويسرية، كان اتحاد صناعة الساعات السويسرية بدأ ينشر توقعاته المتفائلة خصوصاً في ما يتعلق بالسوقين الأميركية والأوروبية لسنة 1999 - 2000. وقال الاتحاد ان صناعة الساعات السويسرية التي تصدر 95 في المئة من انتاجها، حساسة دائما تجاه أي تغيير في المناخ الاقتصادي العالمي، مشيراً الى أن سنة 1999 تمثل "تحدياً فريداً"، وانه يتعين على شركات الساعات ان تجدد طاقاتها اذا أرادت المحافظة على نسبة النمو الحالية للصادرات. وحدد ثلاثة عوامل لاستمرار النجاح في القرن المقبل، هي عقلنة الانتاج، زيادة التنافسية وتنويع المنتجات. وتميز "بازل 99" بأنه كان المعرض الأخير في القرن ال20، "قرن ساعة اليد" كما سمته هيئة العارضين السويسريين التي أشارت الى أن ساعة اليد هي أداة قياس الوقت الأكثر تمثيلاً للقرن ال20. وعلى رغم انه تم تسجيل بعض الحالات التي لُبست فيها الساعات في المعصم في قرون سابقة، إلا أن العادة لم تصبح شائعة الا في القرن ال20. وبدأ الاهتمام بساعة اليد من قبل العسكريين في "حرب البوير" 1899 - 1902 وخصوصاً في الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918. لكن لم تنتشر موضة ساعات اليد بسرعة بين الجمهور لأن معظم الناس اعتبر ان لبس مثل هذه الساعة قد يعرضها للضربات. غير أن النساء غيرن اتجاه الرأي العام بعدما اعتبرن ساعة اليد عملية وضرورة لمظهرهن، وانضم اليهن لاحقاً الرياضيون وسائقو السيارات والطيارون. وبعد العشرينات تزايد انتشار ساعة اليد وأصبح مستقبلها مضموناً. وفي "بازل 99" كان هناك اعتراف بأن سنة 1999 تشهد تأكيداً لاتجاه حديث في الموضة، ليطغى الرمادي الفولاذي على تصاميم أحادية اللون تستكشف درجات اللون التي لا تحصى بين الأبيض والأسود، أو تصبح الأشكال هندسية، مع اعتماد أكبر للمربعات أو المستطيلات في تصميم الساعات على رغم ان الأشكال المستديرة لا تزال المفضلة في ساعات الكرونوغراف، فيما تتراجع نسبة الزخرفة وتفسح المجال لمساحات ناعمة صقيلة في عودة الى التصاميم الأساسية، اضافة الى توحيد الأشكال بالنسبة لساعات الرجال والنساء مع اختلاف في الحجم فقط. وتقول مصادر صناعة الساعات السويسرية ان عامل الموضة يطغى أكثر فأكثر على التصميم، وباتت الصناعة لا تعتمد فقط على نجاح ماركاتها الراقية وانتاجها المميز، الساعة الآلية. فهي كيفت نفسها لتلبية متطلبات السوق عن طريق عقلنة الانتاج وطرح منتجات بأسعار تنافسية. وأدى ذلك الى تنويع كبير في الانتاج خصوصاً في القطاع المتوسط ذي القيمة المضافة العالية. وهناك اليوم تشكيلة واسعة من الساعات السويسرية ذات الجودة العالية تراوح أسعارها بين 1000 فرنك سويسري 671 دولاراً و1500 فرنك 1000 دولار. فيما تبدأ أسعار ساعات الكرونوغراف لبعض الماركات الراقية من 3 آلاف فرنك. أما اللاعبون فهم شركات الساعات التقليدية التي تندمج أو تتحالف في ما بينها لإحكام السيطرة في شكل أفضل على الانتاج، تليها دور الأزياء مثل "هوغو بوس" Hugo Boss التي تستثمر في قطاع الساعات مع شركات سويسرية مرموقة تتخذها شريكة لها، اضافة الى الشركات الناشئة مثل كليرك Clerc التي تعول أكثر على عنصر الابداع لاطلاق نفسها في السوق. ويبدو أن الساعات السويسرية هي آخر صرعة في الولاياتالمتحدة التي احتلت محل هونغ كونغ كأول مستورد لهذه الساعات في 1998. ومع تزايد الثروات في الولاياتالمتحدة، كما أشارت دراسة لصحيفة "يو اس ايه توداي" الأميركية أخيراً، تتطور أذواق الأميركيين في اتجاه اختيار ساعات أكثر كلفة. أما في أوروبا، فإن الطلب على الساعات السويسرية يعاود الارتفاع خصوصاً في ايطاليا واسبانيا وفرنسا. ويعود ذلك الى ارتفاع شعبية المنتجات الفولاذية التي شكلت نسبة 39.7 في المئة من قيمة صادرات الساعات السويسرية الى الاتحاد الأوروبي في 1998 مقابل 35.7 في المئة في 1997. وقد ازدادت في الاجمال مبيعات ساعات اليد ذات القالب الفولاذي على كل مستويات الأسعار، على حد قول اتحاد صناعة الساعات السويسرية. وفي آسيا، لا تزال المنتجات السويسرية متوسطة السعر مطلوبة أكثر من غيرها على رغم تراجع الطلب الاجمالي نتيجة الأزمة المالية. لكن تم تسجيل تزايد في الطلب على الساعات الفولاذية. وانخفضت الصادرات السويسرية الى آسيا العام الماضي من 44 في المئة الى 37 في المئة فيما انخفضت في الشرق الأوسط بنسبة اثنين في المئة. سواتش ومن أهم الشركات التي عرضت في "بازل 99"، كانت "سواتش" أكبر مصنع لساعات اليد في سويسرا والتي تشمل ماركاتها بلانبان Blancpain، أوميغا Omega، رادو Rado ولونجين Longines في قطاع الساعات الراقية، ثم تيسو Tissot، سرتينا Certina، ميدو Mido، بالمان Balmain، هاميلتون Hamilton وكالفن كلاين Calvin Klein في القطاع المتوسط، تليها ساعات سواتش Swatch، فليك فلاك Flik Flak، ولانكو Lanco في القطاع القاعدة، اضافة الى اندورا Endura التي تنتج ساعات تتغير أسعارها وفقاً لطلبات الزبون. وفي الصالات الجديدة من "بازل 99" عرضت شركات مرموقة موديلاتها الجديدة مثل باتك فيليب Patek - Philippe ورولكس Rolex، اضافة الى شوبار Chopard وياغر لو كولتر Jaeger Le Coultre. وضمت منصات أخرى ماركات معروفة لا يمكن نسيانها مثل بريتلينغ Breitling وتاغ هيور Tag Heuer وغوتشي Gucci وكوروم Corum وموفادو Movado وريمون فيل Raymond Veil، اضافة الى هيرمس Hermes وزينيث Zenith وراما Rama التي تصدر أكثر من نصف انتاجها الى الشرق الأوسط، وروتاري Rotary. كما عرضت شوميه Chaumet وايبل Ebel التابعتان ل"انفستكورب" منتجات جديدة في بازل. وبلغ عدد العارضين في معرض الساعات وساعات اليد والمجوهرات، "بازل 99"، 2315 عارضاً يمثلون قطاعي الساعات والمجوهرات من 40 بلداً، بينهم 5 من البحرين واثنان من لبنان وواحد من السعودية. قطاع المجوهرات وكان قطاع المجوهرات الأكبر في المعرض للعام ال20 على التوالي، لكن بنسبة مساحة عرض أقل من العام الماضي، محتلاً 46 في المئة من المساحة الاجمالية في مقابل 39 في المئة لقطاع الساعات وساعات اليد و15 في المئة للصناعات التابعة. ويعكس ذلك الأهمية المتزايدة لهذا القطاع مع النمو المتواصل لمبيعات المجوهرات بالتجزئة في العالم في العقدين الأخيرين، خصوصاً مجوهرات الألماس، القطاع الرئيسي في هذه السوق، والذي تضاعفت مبيعاته في تلك الفترة الى نحو 50 بليون دولار العام الماضي. وعلى رغم انعكاسات الأزمة المالية في آسيا، إلا أن صانعي ومحلات المجوهرات ينظرون هم أيضاً بتفاؤل حذر الى المستقبل خصوصاً بعد بداية مشجعة للصادرات السنة الجارية. وتشير الدلائل الى أن أسعار المجوهرات خصوصاً الألماس آخذة في التحسن. ومع اقتراب الاحتفالات ببداية الألفية الجديدة، تتزايد جهود هذه الصناعة لتشجيع الناس على شراء هدايا مميزة وخاصة لمحبيهم في هذه المناسبة الفريدة. وتتزعم هذه الجهود شركة "دو بيرز" De Beers للمجوهرات والالماس. وتشير صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية في احصاءات جمعتها عن تلك الحملة، الى أنها تستهدف 1.5 بليون مناسبة احتفالية ستحصل في العالم بحلول 31 كانون الأول ديسمبر 1999 تشمل 40 مليون حفلة زواج و75 مليون ولادة و850 مليون ذكرى زواج و900 مليون ذكرى ولادة للنساء. وبعيداً عن كون "الالماس هدية الى الأبد" فقط كما تشير اعلانات "دوبيرز" في العادة، نقلت الصحيفة عن الشركة أيضاً أنها أجرت دراسات تظهر ان هناك حاجة حقيقية لدى المستهلك تجب تلبيتها في هذا القطاع مع اقتراب الألفية الجديدة. أوبرا وفي هذا الاطار اختارت "دو بيرز" بالتعاون مع "بازل 99" نحو 40 قطعة من مجوهرات الالماس والساعات تعتبر التصاميم الملبوسة الأكثر تعبيراً لمناسبة الألفية الجديدة. وتم تقدميها في خزائن عرض صممت خصيصاً للمناسبة. وتمثلت معظم الماركات المشهورة عالمياً في "مجموعة المجموعات" هذه والتي قدمت "لمحة لما سيشاهده" المستهلكون في محلات المجوهرات السنة الجارية والسنة المقبلة. وكشفت مطربة الأوبرا الايطالية فيورنزا سيدولينس "مجموعة المجموعات لالماس الألفية" في اليوم الثاني من "بازل 99" الاسبوع الماضي. وكانت الرسالة التي حملتها المجموعة "ان الألفية فرصة فريدة لمبيعات هائلة لصناعة المجوهرات في العالم، وبازل 99 معرض لأفضل التصاميم في الذكرى الألفية".