علمت "الحياة" ان المملكة العربية السعودية تنوي مضاعفة الدعم المقدم للجهود الإنسانية لإغاثة لاجئي كوسوفو، وان هناك قراراً يتوقع الاعلان عنه في الأيام المقبلة بارسال طائرتي هليكوبتر عسكريتين لوضعهما في خدمة فرق الاغاثة وأطقم الاسعاف الطبي وتقديم المساعدة لأجهزة الاعلام والعاملين في الهيئات الاغاثية ونقل المعونات الغذائية والصحية العاجلة إلى مواقع انتشار اللاجئين. ويتوقع أن تعمل هاتان الطائرتان انطلاقاً من مطار ريناس الدولي، على أن تتولى صيانتهما الوحدة العسكرية السعودية التي تشرف حالياً على استقبال وصيانة طائرات النقل العسكري التي أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز بارسالها إلى ألبانيا في إطار جسر جوي يضم 100 طائرة. وتوقعت مصادر مطلعة في العاصمة الألبانية أن تسهم هاتان الطائرتان في تخفيف العبء الملقى على عاتق فرق الاسعاف والاغاثة المروحية التي تؤمنها مجموعة من نحو عشر طائرات إماراتية وايطالية وفرنسية. وقالت إن حلف الناتو المسؤول عن الفضاء الجوي الألباني والقواعد الجوية داخل ألبانيا، سيقدم إلى قائدي الطائرتين المعلومات الخاصة بخطط سيرهما، تماماً كما هو الحال عليه بالنسبة إلى بقية الطائرات المدنية وطائرات الاغاثة التي تتحرك في الفضاء الجوي الألباني الذي يعتبر منطقة عمليات عسكرية لحلف الأطلسي. وذكرت المصادر أن القيادة السعودية تتابع على أعلى مستوى حجم الجهود والتقدم الذي يحصل على الأرض لإغاثة اللاجئين الكوسوفيين الذين تقطعت بهم السبل. وتسعى الهيئات العربية والإسلامية بالتعاون مع منظمات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى، إلى تأمين المأوى وبقية الحاجات الاجتماعية لهم. وكانت السعودية أطلقت حملة تبرعات واسعة النطاق وأرسلت وفداً ضخماً يمثل مندوبي ثماني هيئات خيرية وطبية سعودية إلى ألبانيا، في إطار "اللجنة السعودية المشتركة لغوث شعب كوسوفو" التي شكلت لتنسيق العمل الاغاثي وتسريع عملية تقديم المساعدات. ومن المنتظر أن يعود رئيس اللجنة رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي الدكتور عبدالرحمن السويلم الذي أشرف على تنظيم عمل اللجنة المشتركة في مختلف أنحاء ألبانياومقدونيا، إلى تيرانا الأسبوع المقبل ومعه عدد من المسؤولين السعوديين المعنيين، لحضور حفل افتتاح المستشفى الميداني الكبير الذي اقيم في العاصمة الألبانية والذي يضم 50 سريراً والذي سيحظى بدعم مباشر من المستشفيات السعودية لتنفيذ العمليات المعقدة التخصصية. وقررت اللجنة المشتركة، بتعليمات مباشرة من الرياض، توسيع نطاق عملياتها ومساعداتها داخل مقدونيا، حيث سيجري افتتاح مركز في سكوبيا لهذا الغرض. ويعقد ممثلو الهيئات والجمعيات الثماني اجتماعاً تنسيقياً كل مساء في تيرانا لتنسيق عملهم اليومي أولاً بأول وتوحيد جهودهم بدعم من السفارة السعودية التي تحاول تذليل العقبات الإدارية التي قد تعترض العمليات اللوجستية المعقدة لنقل المساعدات العاجلة وادخالها عبر مختلف المنافذ الحدودية، بالاضافة إلى تأمين دعم للمعاملات الإدارية مع السلطات المحلية حيث تمارس فرق الاغاثة التابعة للجنة المشتركة عملها داخل المدن الألبانية وفي محيطها. ويتركز العمل في شكل خاص في المرحلة الحالية على تيرانا وكفايا وبيرات وتشيزا. واقيم في تيرانا ثالث المراكز الطبية العشرة التي بدأ انشاؤها منذ أسبوعين. وتم اعتماد الاستاد الرياضي في المدينة مقراً للمركز الذي يجري تجهيزه. وقالت مصادر في اللجنة المشتركة إن هيئات الاغاثة السعودية اتفقت على تولي جميع نشاطات الاغاثة في الاستاد الرياضي الذي يعتبر المحطة الأولى لتوزيع جميع اللاجئين الذين يصلون الى تيرانا. إلا أن السلطات المحلية عادت عن وعدها بهذا الخصوص، معتبرة أن هذه النقطة هي الوحيدة التي لا تزال تحت اشرافها المباشر بعدما تم تسليم غالبية مناطق انتشار اللاجئين إلى هيئات الاغاثة الأخرى.