أثارت مسألة السيناريوات المحتملة لعملية السلام بعد الانتخابات الاسرائيلية الاسبوع المقبل نقاشاً حيوياً بين مجموعة من الخبراء الذين شاركوا في ندوة نظمها امس "مجلس تحسين التفاهم العربي البريطاني" كابو. أولى المشاركون في ندوة "كابو" أمس اهتماماً كبيراً لدور الاردن، متفحصين قضايا مثل التحديات الرئيسية التي يواجهها الاردن حالياً في ما يتعلق باسرائيل وعلى الصعيد الاقليمي، ووضع العلاقات الاردنية الفلسطينية، وما يعنيه "خيار الكونفيديرالية" فعلاً، وكيف ينظر الاردن الى علاقته مع الاماكن المقدسة في القدس. وكان بين المشاركين في الندوة التي استمرت يوماً واحداً، وكانت بعنوان "ما هي فرص السلام في الشرق الاوسط"، ديبلوماسيون واكاديميون ومحللون استراتيجيون وصحافيون بريطانيون وعرب. واوضح مدير "كابو" النائب المحافظ السابق سيريل تاونسند ان الندوة تساعد "كابو" في دوره كجماعة ضغط لوبي سياسية نشيطة. واشار الى انه كان من المقرر ان يجتمع "كابو" مع وزير الدولة للشؤون الخارجية ديريك فاتشيت الاثنين الماضي. لكن الوزير البريطاني توفي الاحد الماضي، ويأمل "كابو" ان يلتقي خليفته في غضون بضعة اسابيع. ولتحفيز اكبر ما يمكن من الصراحة في النقاش، اُشترط في تغطية وقائع الندوة الاّ تُنسب أي تصريحات الى المشاركين باسمائهم في تقارير وسائل الاعلام. وقدمت في الندوة مداخلات لاربعة متكلمين، هم رئيس الوزراء الاردني ووزير الدفاع السابق الدكتور عبدالسلام المجالي، ورئىس مكتب الجامعة العربية في لندن غيث ارمنازي والدكتور يزيد صايغ من جامعة كامبردج، الذي كان احد المفاوضين الفلسطينيين في مراحل مختلفة من عملية السلام، والدكتورة فاليري يورك الزميل المشارك في مؤسسة "سيفر وورلد" عالم اكثر أماناً. واعقبت هذه المداخلات نقاشات مطولة. وأبدى المشاركون في الندوة اهتماماً كبيراً بمسألة احتمال احياء المسار السوري في عملية السلام. وكان هناك اتفاق عام بأن أي سلام بين سورية واسرائيل سيبقى لوقت طويل سلاماً شكلياً وذا طابع قانوني بدل ان يكون سلاماً "دافئاً" يتضمن تداخلاً بين الشعبين وتبادلاً للسياحة.