أجرى نائب وزير الخارجية الإيطالي فالنتاين مارتيلي اول من امس السبت محادثات وصفت بأنها مهمة مع المسؤولين الباكستانيين بشأن القضية الأفغانية. وجاء ذلك غداة الدعوة التي أطلقها الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه الذي تستضيفه روما منذ اطاحه ابن عمه السردار محمد داود عام 1973 إلى عقد مجلس "لويا جركا" مجلس قبائل أفغاني يدعى في حال الطوارئ من أجل الخروج بالبلاد من المأزق التي تعانيه. وقالت ل"الحياة" مصادر باكستانية إن اللقاء مع المسؤول الإيطالي حضره من الجانب الباكستاني وزير الخارجية سرتاج عزيز والمسؤول عن الملف الأفغاني في الخارجية افتخار مرشد والسفير الأفغاني لدى حكومة "طالبان" عزيز خان. ورأى مراقبون أن هذا الاجتماع تزامن مع تطورات أفغانية داخلية و إقليمية ربما تساعد على التوجه نحو التسوية. ولعل من أبرز هذه التطورات الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى موسكو وهي الأولى من نوعها منذ ربع قرن. وعلى الصعيد الداخلي، برز تراجع حركة "طالبان" أمام قوات حزب الوحدة الشيعي الموالي لطهران، ما اعتبرته مصادر في الحركة مؤشراً إلى تحرك أميركي لدعم الشيعة من أجل الضغط على "طالبان" في قضية الثري العربي أسامة بن لادن . ويسعى مؤيدو الملك الأفغاني السابق إلى حشد التأييد لعودته. فزعيم الجبهة الإسلامية القومية سيد أحمد جيلاني والرئيس السابق صبغت الله مجددي يسعيان إلى عقد مؤتمر أفغاني لهذا الغرض في سويسرا. ويزور جيلاني لندن حالياً من أجل الترتيب لهذا المؤتمر. وأشارت مصادر مطلعة إلى التنسيق الروسي - الأوزبكي - الطاجيكي الأخير في مواجهة ما تصفه الدول الثلاث ب"المد الإسلامي السلفي" في المنطقة وهي عبارة تستخدمها هذه الدول للاشارة الى "طالبان". ويسود اعتقاد أنه في حال تم طرح اسم الملك ظاهر شاه فإن هذا من شأنه أن يحدث انشقاقاً وسط الحركة التي لا تجمع بين عناصرها وحدة فكرية متجانسة.