صعدت حركة "طالبان" لهجتها ضد الأممالمتحدة حين وجه زعيمها الملا محمد عمر أعنف انتقاد الى تصريحات الأمين العام كوفي أنان الأخيرة "المعادية للحركة"، واعتبرت مصادر المنظمة الدولية تصريحات عمر نقلة في سياسة "طالبان" التي كانت تؤثر عدم التصعيد. وكانت طالبان دعت الأممالمتحدة الى السماح لها بثلاث رحلات اسبوعياً الى المملكة العربية السعودية من اجل العمرة، لكن مصادر المنظمة استبعدت قبول العرض، ولمحت الى امكان السماح برحلة واحدة، ويبدو ان عدم رد المنظمة الدولية على طلب الحركة دفعها الى التشدد في مواقفها. واتهم عمر في تصريحات الى وكالة الأنباء الافغانية الرسمية "باختر" الأممالمتحدة ب"المسؤولية عن استمرار الحرب في كونها العدو الأكبر للاسلام". ووصف كوفي أنان بالعدو للاسلام والمسلمين، وبأنه "أداة في أيدي الاميركيين يستخدمونه لتحقيق مصالحهم". وفسرت مصادر ديبلوماسية ذلك بأن الحركة مستاءة من تصريحات أنان المؤيدة لمؤتمر روما الذي دعا اليه الملك السابق ظاهر شاه وهاجمته "طالبان"، وكان المؤتمر قرر التحضير لعقد مجلس وطني "لويا جركا" من اجل حل المسألة الافغانية. وتقول مصادر "طالبان" ل"الحياة" ان الأممالمتحدة تعمل على دعم المعارضة، ولولا هذا الدعم لما استمر حمام الدم في افغانستان، فيما تسيطر الحركة على اكثر من 90 في المئة من الأراضي الافغانية. ويتهم مندوب "طالبان" في نيويورك مولوي عبدالحكيم مجاهد الأممالمتحدة بأنها وراء تأخير مد مشروع أنابيب الغاز التركماني عبر افغانستان وكذلك مشروع السكك الحديد الذي من شأنه ان يوفر فرص عمل كبيرة للأفغان. ويزيد مجاهد ان عدم اعتراف الأممالمتحدة بالحركة عرقل كل هذا المشاريع. وكانت المواجهة بين المنظمة الدولية والحركة اشتدت بعدما اتهم الأمين العام طالبان بتجنيد الصغار من الافغان ما دون الرابعة عشرة.