أكدت مصادر صومالية عدة في مقديشو ان عناصر من "الأفغان العرب" توجهت أخيراً الى الصومال، وان اسامة بن لادن سهل وصولها بعدما موّل شراء اسلحة ثقيلة لمصلحة جماعتي "الاتحاد الاسلامي" الاوغاديني و"الاتحاد الاسلامي" الصومالي، اللتين تقاتلان الاثيوبيين في جنوب غربي الصومال. وقالت المصادر نفسها في اتصالات هاتفية اجرتها معها "الحياة" من لندن، إن الدعوة التي وجهتها جماعتا "الاتحاد" الصومالي والاوغاديني أخيراً لمقاتلة الاثيوبيين لقيت تجاوباً كبيراً من عناصر إسلامية، غالبيتها من جنسيات مصرية وفلسطينية وتونسية، إضافة الى عناصر من جنسيات باكستانية وأفغانية، تمركزت في معقلين أساسيين ل"الاتحاد" في منطقتي غدو والواق جنوبالصومال. وأشارت المصادر ذاتها إلى ان ابن لادن الذي سهّل وصول هذه العناصر الى الصومال، زوّد جماعتي "الاتحاد" أسلحة ثقيلة يمكن ان تساهم في تغيير طبيعة القتال المندلع في شكل متقطع بين ميليشيات "الاتحاد" والجيش الاثيوبي في اقليم اوغادين. واضافت ان خريطة التحالفات والتحركات اللوجستية للجماعات الاسلامية في الصومال تغيرت جذرياً استناداً الى خطة وضعها ابن لادن مع وصول عناصر "الأفغان العرب" والأسلحة الثقيلة الى الصومال. وفي هذا الاطار، غيّر "الاتحاد الاسلامي" اسمه الى جماعة "الاعتصام"، في حين حلّ "الاتحاد الاسلامي" الاوغاديني نفسه واندمج مع تنظيمين آخرين هما "جبهة تحرير الصومال الغربي" التي كان يتزعمها محمد حاج ابراهيم حسين، و"جبهة تحرير الشعب الصومالي" التي كان يرأسها احمد علي اسماعيل. واطلق على التجمع الجديد اسم "الجبهة الموحدة لتحرير الصومال الغربي" ويقودها نائب رئيس "الاتحاد" سابقاً محمد عبدالنور أحمد. واستبعدت المصادر ذاتها وجود ابن لادن نفسه في الصومال، مشيرة إلى أنه في حال جاء فعلاً، فإن من السهل معرفة ذلك في ظل الفوضى السائدة في هذا البلد الذي بات يعج بالمخبرين العاملين لمصلحة أجهزة ودول عدة. وكانت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية نقلت في عددها الصادر أمس عن مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ان ابن لادن زار الصومال تمهيداً لجعله مقراً آمناً له، وان "رجاله وضعوا جهاز اتصالات محكم في جنوبالصومال، وعلى الارجح في بلدة رأس كامبوني الساحلية قرب الحدود مع كينيا".